مع رحيل فارس الثقافة ،وأبو الثقافة في عمان كما يطلق عليه بعضنا،حسن ابو علي ،وهو،صاحب أشهر ،بل وأقدم كشك ثقافي في وسط البلد في العاصمة عمان،فقدنا ،وفقدت الأسرة الأردنية الواحدة الرجل الذي أحب عمان وسط البلد،وعمان قاع المدينة،حتى أضفى على قاعها جمالها ورونقها.
والمرحوم حسن ابو علي عشق عمان عشق لا يوازيه عشق حيث أمضى سنين عمره فيها،وفي كشك الثقافة والذي كان ملتقى للأدباء والمثقفين ليس من الأردنيين فحسب بل لزوار المدينة،وكان علامة واضحة وبارزة لكل من يزور عاصمتنا الحبيبة،حيث ارتبط اسم المرحوم ابو علي ارتباطا وثيقا بوسط البلد،وتحديدا البنك العربي،ودخلة حبيبة،كما ارتبط اسمه أيضا بالثقافة والصحافة أيضا حيث كان صديقا مقربا لعدد كبير من الصحفيين والكتاب.
ومن منا لا يعرف ذلك الرجل الذي كرس كل حياته في ذاك الكشك ،حيث كان راعيًا وحارسًا للثقافة الأردنية منذ عقود مضت،والذي لطالما زرناه وسط البلد بحثا عن رواية جديدة،أو رواية معينة،أو كتاب نعرف جيدا أننا لن نجده إلا في هذا الكشك المتواضع بحجمه،والكبير بقيمته المعنوية،ونعلم أيضا أننا سنجده حتما عند العم أبوعلي رحمه الله.
وفي رحيل حسن ابو علي تيتمت الثقافة بأكشاكها،كما تيتمت وسط البلد من ذلك الرجل الطيب الذي اعتاد أصحاب المحلات ،وزوار المدينة ،بل وحتى المارة على وجوده في هذا الكشك منذ عشرات السنين،يستقبلهم بابتسامة بسيطة تدل على بساطة الرجل وطيبة قلبه،وحبه للثقافة،وعشقه لعمان الذي يسري في عروقه منذ كان شابا يافعًا.
غاب صاحب كشك ابوعلي ولن تغيب ذكراه من ذاكرتنا،ولا حتى من وجدان من أحبوه من المثقفين والصحافيين والكتاب،ولا حتى من رواد وسط المدينة ،وكشك الثقافة،كما أن ذكراه باقية في كل زاوية في وسط البلد ،خاصة أن وجوده كان جزءًا لا يتجزأ من هذه المدينة،وفي المكان الذي أقيم فيه كشكه الشهير.
غاب حسن أبو علي ولكن ملامحه باقية في ذاكرة كل من زار ،ويزور عمان وسط البلد، وكل من أحب عمان وعشقها،كما عشقها الراحل ،وأحبها،وأصبحت الجزء الأكبر من همه وحياته،والتي أمضاها بين الكتب والكتاب والأدباء حتى وهن جسمه،وفارق هذه البسيطة.
رحم الله العم حسن أبو علي رحمة واسعة،وعزاؤنا لأسرته الصغيرة،ولكل الأسرة الأردنية،ورواد كشك الثقافة من المثقفين والصحافيين والكتاب،والأدباء.