لأن الرئيس الامريكي جورج بوش معجب جدا وحتى الافتتان بديموقراطيةاسرائيل، فانه يريد بناء عراق ديموقراطي على غرار اسرائيل! الرئيس بوش يقول: أن اسرائيل دولة ديموقراطية استطاعت ان تتحمل نتائج تفجير سيارات مفخخة بارادة قوية وبعقلانية!! ولم تتاثر كثيرا بذلك !! لذلك فانه باستطاعة عراق ديموقراطي على غرار اسرائيل ان يتحمل نتائج تفجير سيارات مفخخة دون ان تؤثر على اوضاعه السياسية والامنية والاجتماعية!! من هذا الكلام فان الرئيس بوش يقفز عن الحقائق الدامغة التي يراها المواطن الامريكي وتراها جميع شعوب الارض قاطبة ،ليجمل صورة اسرائيل الشائهة ثم يقتدي بها ..انه ينظر الى الواقع في الاراضي الفلسطينية متجاهلا عن تعمد وسبق اصرار المجازر الدموية البشعة التي نفذتها وتنفذها اسرائيل منذ العام 1948م وحتى اليوم ..

ويتجاهل ايضا سياسة اسرائيل في تدمير المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في عمليات اجتياح عنصرية حاقدة لحرق الاخضر واليابس ،وتجريف المزارع او حرقها وقتل الاف الابرياء من المدنيين العزل ومطاردة واغتيال قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية وفرض حصار عنصري جا ئر على الشعب الفلسطيني لتجويعه واقامة الحواجز لقطع التواصل بين ابنائه..

ثم اقامة الجدار العازل لتفتيت الاراضي الفلسطينية من خلال عمليات مصادرة لاجزاء شاسعة منها..

وعلى غرار هذا كله تمارس قوات الاحتلال الامريكي سياستها الاستعمارية في العراق ..

بل وتثير النعرات والنزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية بافراط يكاد يبلغ درجة الحرب الاهلية الشاملة..

ان الرئيس بوش لم يأت بجديد وهو يشيد باسرائيل ويثمن عاليا سياستها العنصرية الاستعمارية في الاراضي الفلسطينية التي احتلتها لتحقيق اطماعها الاستعمارية والتوسعية تمهيدا لضم جميع الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتمهيدا لبسط نفوذ وهيمنة استعمارية عسكرية وسياسية واقتصادية على شعوب المنطقة..

وهذه السياسة الاسرائيلية الاستعمارية العدوانية قد رسمت بالتوافق والتنسيق مع الرئيس بوش وقبل ذلك مع الادارات الامريكية المتعاقبة ..

ومنذ ان انشأت الدول الغربية الكبرى بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا الكيان الاسرائيلي على التراب الفلسطيني في العام1948م ،وثمة شراكة امريكية-اسرائيلية في معاداة الشعب الفلسطيني والامة العربية ،وفي العمل المستمر للنيل من قضاياها العادلة ولمصادرة سيادتها القومية وزعزعة امنها القومي ونهب ثرواتها ،واثارة النزاعات والحروب بين اقطارها لاضعافها وبالتالي فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية على دولها واقامة القواعد العسكرية على اراضيها ومياهها..

هذه ديموقراطية اسرائيل التي يفتتن وينبهر بها الرئيس بوش وزمرته من المحافظين الجدد المتصهينين ،وقد وضع نصب عينيه اقامة دولة عراقية ديموقراطية على غرار اسرائيل!!..

الرئيس بوش يعد بذلك ،في حين ان قواته العسكرية وادارته مهزومة سياسيا وعسكريا واخلاقيا على يد المقاومة العراقية الباسلة ..

ويجدر به ان يفكر بسحب قواته من العراق حفاظا على ما بقي لقواته وادارته من ماء الوجه..