"نزيهة".. فتاة أردنية فائقة الجمال وعلى خلق حسن ، يتهافت عليها الشباب للتعرف عليها والتقرب منها ، وتتهافت لها القلوب للظفر بحبها.
في عام 1924 اكتحلت عينا "نزيهة " بنور الحياة ، وفي عام 1947 ، اذ بلغت الثالثة والعشرين من عمرها تقدم إليها أول عريس طالبا يدها ، ويتوالى الذين يتقدمون الى خطبتها حتى أطل عليها العريس الخامس في العام 1956 ، وفي العام 1974 كانت " نزيهة " تتعفف .. وتتوقف حالات التقدم لخطبتها بعد تسع حالات متواصلة لخطبتها ، تراوحت المدة الزمنية بين التقدم للخطبة والتي تليها ثلاث الى أربع سنوات.
عاشت "نزيهة "بعدها وحتى عام 1978 في حالة فراغ وهي تنتظر ، لا تخلو من المشاورات في المجالس الاستشارية للتباحث في أمر خطبتها ، حتى عادت عروض الخطبة تتهافت عليها من جديد في عام 1984 بعد انقطاع دام عشر سنوات قضتها في المشاورات الاستشارية.
وفي عام 1984 استعادت " نزيهة " ألقها من جديد عبر محطات تنتقل فيها من مرحلة الى أخرى لتصل الى خمس عشرة خطبة لغاية عام 2007 وتنقطع تلك الخطبة الأخيرة بعد عامين من الترابط بأمر عائلي لفساد أخلاق من تقدم الى خطبتها .
لم تنتظر " نزيهة " طويلا ، اذ عاود الخطاب طلب يدها مرة أخرى ، وبعد اتفاق العائلة على حسن أخلاق العريس ، تم الإعلان عن موعد الزفاف الذي تقرر أن يكون " عرسا ديمقراطيا " ، وحدد التاسع من تشرين الثاني موعدا للعرس .
وما أن بدأت "نزيهة "بالتجهيزات لهذه الاحتفالية ، وقبل توزيع رقاع الدعوة العامة للعرس أعلن "أخوال" العروس مقاطعتهم لعرس "نزيهة "في مؤتمر عائلي بحجة تقهقر الممارسات الديمقراطية الى الخلف ، واستجابة لرغبة غالبية "الأخوال"
لم يصمت أهل " نزيهة " وجاء ردهم سريعا على قرار " الأخوال " بأنها خطوة الى الوراء في التاريخ العائلي والنسب بين العائلتين ، وأعلن أهل "نزيهة "عدم التدخل أو التوسط لدى "الأخوال" لكي يعودوا عن قرار مقاطعتهم اذ اعتبروه إخلالا بنزاهة عرس "نزيهة" الديمقراطي .
وبعد أيام معدودة .. تبع قرار "أخوال" العروس قرار اخر مشابهه له بالمقاطعة للعرس الديمقراطي ،الذي تعد له "نزيهة "جاء هذه المرة من "أعمام " العريس.
وما ان مرت أيام حتى أعلن "جيران "عائلة "نزيهة " عن إجراء تصويت لأعضاء الحارة على حضور عرس نزيهة أو مقاطعته لاعتراضهم على الشركة المسؤولة عن تنظيم العرس .
تعيش "نزيهة" من يومها في قلق دائم من عدم إمكانية اقامة عرسها في موعده المحدد ، وتتساءل إن تم العرس في وقته المحدد من سيتمكن من حضوره ، اذ ان عمات "نزيهة" سيغادرن قبل موعد العرس للالتحاق بأزواجهن الذين يعملون في بلاد الغربة ، و كذلك عمات العريس سيغادرن لأداء مناسك الحج بصحبة أزواجهن وأبنائهن في ذلك التاريخ المحدد للعرس ، الذي يصادف مع موعد المناسك التي لا يمكن تأجيلها .
وفي كل يوم تذهب "نزيهة" لتجهيز فستان العرس تقدم رجلا وتأخر اخرى؛ لإحساسها بأنها لن ترتدي ثوبها الأبيض الذي حلمت به .
وأكثر ما تخشاه "نزيهة" أن لا يتم العرس ، وتعود الى مرحلة الفراغ الذي قضته من عام 1974 ولغاية 1989.
ادعوا معي ل "نزيهة "أن يتمم الله عليها فرحتها ، وترتدي فستانها ذا اللون الأبيض الناصع .. وان لا تعود للفراغ الذي عاشته سنين طويلة في الثلث الأخير من القرن الماضي.
ادعو ا لها واكثروا الدعاء وبخاصة في الشهر الفضيل ......
Jaradat63@yahoo.com