تيم شاب آسر الجمال.. وسيم بشكل لافت.. هو على قدر كبير من الوسامة.. الخُلُق.. الفهم.. العلم.. الحسب.. و النسب.. حاصل على العديد من الشهادات العلمية و التدريبية.. و دائماً ما يسعى إلى تطوير نفسه و قدراته و مهاراته.. من أجل التحسين المستمر لمساره المهني.
في إحدى الأيام.. و خلال تناوله طعام العشاء مع عائلته.. دار حوار بين تيم و والدته حول رغبتها الأخيرة في رؤيته مستقراً في بيته مع زوجته، فهي متشوقة جداً لرؤية أحفادها... فلم يكن من تيم إلا أن وافق والدته فيما تقول.. تاركاً لها أمر البحث عن فتاة حسناء و ذات أخلاقٍ عالية، بحكم كثرة معارفها.
و فعلاً.. لم يكن صعباً على والدة تيم، أن تجد لتيم مطلبه.. فهو كما يُقال يكاد أن يكون كامل الأوصاف.. تقدم تيم لخطبة الفتاة، و تم القبول من الطرفين.. على الرغم من أن الفتاة ليست على قدرٍ عالٍ من الجمال، إلا أنها ذات خُلُقٍ عالٍ و سيرةٍ عطرة.. إضافة إلى أن تيم يثق في اختيارات والدته له، و هو ما جعله يتخذ هذه الخطوة الكبيرة في حياته.
و بعد الزواج.. كانت علاقة تيم بزوجته علاقة رسمية.. بمعنى أن لزوجته عليه حقوق كما له عليها، و لا شيء آخر غير ذلك.. فلم يكن هنالك نوع من الألفة و المودة كما يحدث بين غالبية الأزواج.. مما خلق نوع البرود في علاقتهما.. فهو مازال لا يتقبل شكل و ملامح زوجته، معتقداً أنها ليست ذوقه.. فهو لا يستسيغ جمالها مطلقاً، رغم جهود زوجته الكبيرة في التجمل و التأنق لأجله؛ حتى تلتمس الرضى في نفسه.. إلا أن جهودها باءت بالفشل.
في يوم من الأيام.. كان قد طفح الكيل.. فلم يكن تيم يستطيع الاحتمال أكثر.. نظر لزوجته التي كانت في آخر أناقتها و ترتيبها، نظرة غضب.. فما كان منه إلا أن انهال عليها بالصراخ و الشتائم، لدرجة أنه أمسك بها و قام بغسل وجهها من مواد التجميل التي كانت تضعها عليه قائلاً لها: " انظرِ لوجهك كم أنتِ قبيحة ".. فلم تكن لكلماته إلا أن تركت صَدْعٌ في قلبها.. فما كان من عينيها إلا أن ملأتا وسادتها بالدموع... فكانت تلك أقسى ليلة تمر على زوجته.
في اليوم التالي، ذهب تيم إلى الشركة التي تقدم فيها لوظيفة أحلامه، واثقاً بأن الوظيفة ستكون من نصيبه.. فقد اجتاز المقابلة و جميع الاختبارات بنجاح، و هو أيضاً يتمتع بثقافة و خبرة عاليتين في مجاله.. إلا أن النتيجة كانت صادمة بالنسبة له.. فقد فاز شاب آخر بالوظيفة.. مما جعله يجثو على ركبيته منهارً بالبكاء.. حتى لفت ذلك الشاب الذي نال الوظيفة، فقال لصاحبه: " لو أن المدير يقبل أن أتنازل لهذا الشاب الحزين عن هذه الوظيفة ".. مبرراً ذلك بأن الله سيعوضه خيراً لأنه جبر خاطره... عندها أدرك تيم ما فعله بزوجته و كيف أنه دائماً كان يلقي عليها بكلماته القاسية غير مبالياً بأثرها على قلبها.. فعاهد الله منذ ذلك الوقت أن يعوضها عن كل ما فات.