التعبير عن رفض القرارات و الاجراءات من قبل النائب يفترض أن تكون نموذجاً مختلفاً عن معارضة عامة الناس بسبب امتلاكه لأدوات فعالة وقوة صوت لا تمنح للعامة ، و كونه مسؤولاً و ممثلاً عن الشعب يجب أَن تكون معارضته ناجعة تحقق الأهداف المرجوة من المعارضة ، فالامور تقيم بنواتجها ، و الشعب ينتظر تحقيق النتائج و لا يهمه الصوت النشاز و لا اللكمات و الشتم بالألفاظ الخارجة عن الأدب...!
الصوت المعارض يجب أَن يصل للحكومة للتغيير ، و يجب أَن يصل لأعضاء المجلس من أجل الحصول على التأييد ، و أَن يصل للشعب من أجل الحصول على القبول ، و حتى يتحقق كل ذلك يجب أَن تكون المعارضة موضوعية بعيدة عن الشخصنة ، و أَن يكون القول مُقنعاً لباقي أَعضاء المجلس ، و يجب ان تكون الأهداف حسنة النوايا تخدم عامة الناس بعيداً عن مشاهد البطولات الوهمية و مظاهر الأنا الشخصية.
محاولة تبرير المشاهد غير المقبولة من شتم و ضرب و إهانة الآخرين بأنها تحدث في برلمانات اخرى هي مغالطة منطقية غير صحيحة ، " عند الفشل بإثبات صحة الموقف أَو الفعل الذي نمارسه نقوم بإثبات أَن غيرنا يفعله ،" اثبات أن الآخرين يفعلون الخطأ لا يعني ان الخطأ أَصبَحَ صواباً ، فالخطأ يبقى خطأ حتى لو فعله الجميع.
المعارضة الصحية و الصحيحة التي تخدم المواطن و الوطن يجب أَن تحمل مواصفات :
" القيمة ، الجدوى ، النفع العام ، الواقعية ، الديمومة ، الثوابت المجتمعية و الدينية ، الاحترام للقوانين و الاشخاص و المؤسسات ، المعرفة بتفاصيل القرار المُعترَض عليه لأنه من أعلى درجات الجهل رفض فكرة لا تعرف عنها ..."