مع بدء شهر رمضان المبارك.. يقوم عدد من المسؤولين بجولات تفقدية لعدد من الاسواق والمؤسسات الاستهلاكية للأطمئنان على توّفر المواد الاساسية فيها.. نشاهدهم في كل مرة على نشرات الاخبار يتناولون.. "كيس بازيلاء".. "علبة حليب".. "صفط حلاوة".. ومن ثم يلقون نظرة اطمئنان على أكياس الارز والسكر.. وبعدها يجرون حوارا مع عامل الملحمة.. وبما أن الصورة دائما من دون صوت نحاول جاهدين ترجمة حركة"شفايف"المسؤول ولا أظن أننا قادرون على فهم ما يقول الا عبارة :"يعطيك العافية". لأنه يرافقها دوما ابتسامة رقيقة وحركة رأس للأسفل.
يغادر بعدها المسؤول بعد أن يطمئن أنه قام بدوره على أكمل وجه ولا داعي لاختيار مكان آخر للتصوير! هذا المشهد يتكرر في كل رمضان.. الديكورات والحركات والاكسسوارات نفسها.. والاختلاف البسيط هو اما أن يعود الممثل نفسه أقصد المسؤول لأداء الدور نفسه.. أو أن قائمة التعيينات تلقي بظلالها فيظهر بطل جديد توكل له مهمة أداء الدور!
أصبح من الضروري وجود مخرج حكومي "فتح" يطل علينا في رمضان القادم بمشاهد جديدة مع ضرورة توّفر تقنية الصوت لنفهم على الأقل ما يقال, وعليه اختيار أماكن تصوير جديدة.. "مسلخ".. "حسبة".. "بسطة".. "دكانه".. ومن ثم عليه أن يقوم باغناء العمل ببعض المقتطفات.. "مفاصلة" على الاسعار المعروضة... طلب الاطلاع على دفاتر الديون لمعرفة أحوال العباد. ولا يمنع ان يقوم المسؤول بشراء "ضمة بقدونس" من جيبه الخاص امام عدسات التصوير على الاقل كنوع من الاعجاب الضمني بتدني الاسعار. بذلك تكون المشاهد المصورة أكثر واقعية وقريبة من عقلية المشاهد الأردني. وبالنهاية لعلك ستطر لاستخدام أحدث التقنيات بالأخراج لأظهار أن كل شيء على ما يرام خصوصا اذا ما كانت الجولة الحكومية من دون ترتيب مسبق !
نحن في عام 2010 والحمد لله.. قوانينا.. خططنا.. طموحاتنا.. "بلاوينا".. عصرية. فمن غير المعقول ما زلنا نتفقد توّفر الارز والسكر في أسواقنا?!
العرب اليوم