في حضرة ولي العهد الأمير الهاشمي
أ.د.محمد طالب عبيدات
23-03-2022 11:23 PM
تشرّفت بلقاء سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين إبن عبدالله ولي العهد المعظّم في قصر الحسينية بعمان؛ وقد حمل اللقاء عندي جملة من المعطيات التي تؤشّر لسعة إطلاع الأمير الشاب وحكمته وبصيرته؛ وإهتمامه بالشباب تعليماً وتأهيلاً وتدريباً ليمتلكوا أدوات العصر التكنولوجي صوب جيل متمكن وقيادي وواعي؛ والأهم من ذلك ضرورة إمتلاكهم للمهارات والكفايات اللازمة لإيجاد الفرص التشغيلية لتمكينهم إقتصادياً ومالياً؛ فهاجس سموه الإستثمار بالشباب كطاقات فوق الأرض لتحويل التحديات التي تواجههم لفرص وقصص نجاح وإبداع:
١. لمست منذ اللحظة الأولى الصفات المميزة والإبداعية البرّاقة التي يمتلكها الأمير الهاشمي الشاب من حميمية وقرب من الناس وحُسن الإستقبال والتواضع والأدب الجم وفن مهارات الإتصال وحُسن الإنصات والإهتمام بالطروحات والإلمام بقضايا الوطن الأشم والقيادة الفذة والإستماع والإنصات والتفاعل وهمّة الشباب وحكمة الشيوخ وأكثر من ذلك؛ فشعرت أنه يعيش معنا وبيننا ويعرف الصغيرة والكبيرة والهموم ونقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتحديات؛ وشعرت بحبه الكبير لتبني مشاريع طموح خدمة للشباب والمواطنين ومن القلب.
٢. نهج التواصل والشورى والتحاور والإنصات واللقاء بين سمو ولي العهد والمواطنين سُنّة هاشمية بإمتياز مردّها لمدرسة جلالة الملك الذي دأب على ذلك؛ وتهدف إلى الإستماع لأفكار وطروحات طموحة وعصرية والتشاور والإطلاع على أحوال الناس صوب البناء عليها و تبنّي بعضها وإيصال الرسائل عبر الناس ووسائل الإعلام؛ واللقاءات الفردية وتخصيص وقت كافي للحديث يوحي بالرغبة بعمق الإنصات والحوار سعياً للتطوير والتغيير وخدمة الناس وتبني مبادرات خلّاقة وخارج الصندوق.
٣. سموه تربّى في مدرسة جلالة الملك فهو قريب من الناس ومتواضع ومرن ووازن ويحسّس ضيوفه بمعرفته لهم ومن القلب؛ فتلحظ الخُلق والتواضع الهاشمي على مُحيّاه ولغة الإحترام والإنصات بفطريته والمتابعة لكل القضايا والمجالات بنهجه؛ كيف لا وهو إبن القائد والأب والأخ والقريب لكل الناس الذي هو منهم على مسافة واحدة ويتقدمهم صوبه محبو الوطن والمنتجون والمبدعون؛ وهذا النهج قويم وعصري ويحاكي الألفية الثالثة للتكنولوجيا والإبداع والمئوية الثانية للدولة الأردنية.
٤. تحدّثت مع سموه عن التعليم العالي وألفية المهارات لا الشهادات والهرم المقلوب في التعليم وضرورة إيجاد حِرَف للشباب؛ وزمن التعليم الإلكتروني والتعليم التقني والإعفاءات والتسهيلات على الابداع وأدواته؛ وضرورة تبني ثقافة مجتمع داعمة للإبداع والتقنية والمهارة.
٥. كما تحدثت عن جملة من المبادرات الشبابية كبنك الوقت وتخصيص قطع اراضي للشباب للزراعة وبنك الأرض وصندوق تشغيل الشباب ومركز وطني للشباب المبدعين والموهوبين وتوطين التكنولوجيا والمشاريع الريادية والفرص الإقتصادية الصغيرة والمتوسطة وحاضنات الأعمال الشبابية ومبادرة سفراء الأردن؛ وضرورة إطلاق مؤتمرات شبابية بإسم مؤسسة ولي العهد لمخرجات اللجنة الملكية لتحديث منظومة الحياة السياسية والأوراق النقاشية وحوادث السير والحد من التدخين بين الشباب ومحاربة الواسطة والمحسوبية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ ودَعوت سموه لإطلاق بعض مبادرات من جامعة جدارا لتشكّل مركزاً علمياً وفكرياً لخدمة الوطن وقيادته؛ ودعوته لإطلاق بعض المشاريع من بني كنانة التاريخ والحضارة.
٦. كان اهتمام سمو الأمير ولي العهد الشاب المتّقد حماساً كبيراً بكل الطروحات وتفاعل معها جداً ووجّه لمتابعة عدد منها وخصوصاً المبادرات الشبابية لغايات إفادة جيل الشباب؛ وكان اهتمامه على أوجه لإيجاد مشاريع تنموية لتشغيل الشباب وإيجاد فرص العمل لهم ومحاربة جيوب الفقر؛ وكان يسعى لإيجاد أفكار خارج الصندوق لقصص نجاح وإبداعات شبابية وحاضنات تكنولوجية وتأسيس شركات للشباب لتشغيلهم؛ وأكد على المتابعة من خلال برنامج 'نوى' التابع لمؤسسة ولي العهد وضرورة إطلاق البرامج الشبابية والمبادرات من رحم الجامعات ومراكز الشباب ومنظمات المجتمع المدني.
٧. لقاء سمو ولي العهد جعلني أتفاءل بالمستقبل وأشاطره في ذلك لأننا في الأردن والحمد لله تعالى بخير فالجزء المليء من الكأس أكثر بكثير من الفارغ منه؛ والأمل بالشباب الذين يشكلون نوعاً وكماً يشكل الغالبية العظمى من المجتمع؛ ولهذا فسموه يعوّل عليهم ويضع الكرة في مرماهم للتغيير وليكونوا كما أرادهم جلالة الملك المعزز أدوات تغيير وصنّاع مستقبل.
بصراحة: نفخر ونعتز ومن القلب يقيادتنا الهاشمية وجلالة الملك المعزز وولي عهده الأمين كأصحاب رؤى ثاقبة وإستباقية صوب بناء الوطن النموذج الذي أساسه طاقاتنا فوق الأرض والإستثمار بالشباب؛ وما لقاءات جلالته وولي العهد مع المواطنين إلّا نهجاً تشاورياً قويماً يعكس قربهما من كل الناس وحبّهما للإنجاز والعمل لينعكس ذلك على رفاه وخدمة المواطنين ولبناء الوطن العصري وفقاً لمتطلبات المئوية الثانية؛ حمى الله الوطن ومؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية وقائد الوطن والشعب.
مساء الوطن الجميل