هذا بلدنا, وهو أمنا وأبونا منذ آلاف السنين وبه نتشبث وعنه لا نتخلى، وهذا "عهد" وجداني عظيم أخلص له وتفانى من أجله وبناه طوبة فوق طوبة في الزمن الصعب العنيد، الآباء والأجداد ممن عاصرناهم وممن لم نعاصر.
لم يبحث أي من أولئك الصيد الشرفاء يوما، عن ثمن أو غنيمة أو مكسب أو منصب، لا بل ترفعوا عن كل هذا من متاع الدنيا الزائل، وأعطوا الأردن وبلا منة أو تبجح، أو نفاق مخز يبغي إسترضاء أحد أي كان.
كان هاجسهم الأول والأخير، خدمة القوم بشرف وخدمة الأردن بشرف أيضا، ولا يملك ناكر أن يتنكر لتاريخهم الوطني القومي المشرف، وإلا فهو يظلم حظه قبل أن يظلمهم هم، والظلم ظلمات!.
نعم تغير الناس وتطورت مسارب الحياة، ومع ذلك فنحن لم ولن نتغير في وفائنا للأردن الغالي نفتديه وكل أهله، حتى لو تخلت عنا دولته أو هي تنكرت أو حتى جهلت حقائق وفائنا هذا الذي ليس كمثله وفاء، جريا على عهد وسنن الآباء والأجداد، وإستنادا إلى حقيقة عظمى تقول لكل مشكك أيا كان، أن ما من شعب يعشق وطنه ويفتديه ويضحي ويتحمل من أجله كشعبنا العربي الأردني الواحد الذي يغار على الأردن حتى من نسمة ريح، ولا يرضى عنه بديلا.
نعم، هذا بلدنا ونحن رجاله القادرون على صنع رأي عام فيه، أكثر بكثير من سائر وسائل التقنيات الحديثة مهما تطورت وتشعبت، ونحن رجاله السعداء أولا برضى خالق الكون سبحانه، ثم بإحترام الكافة ممن نعرف ولا نعرف من أنقياء الحياة، وأتقيائها، والذين لا يتنكرون للحق والحقيقة ولا ينسون ولا يتناسون.
الأردن بلدنا، هو مسرانا وممسانا وعنه لا نحيد مهما كان الثمن، نخدمه صادقين ولا نتسابق على الأضواء كي نتباهى أو نمن، وهل يمن سوي على وطنه وقد وطن النفس الأمارة بالسوء، ورغما عنها على حبه، والدفاع عن حاضره، وماضيه، وتاريخه المشرف، وتضحياته الجسام، وكل ذرة تراب فيه!.
نعم وألف نعم، هذا بلدنا ونحن رجاله، هو أرضنا وعرضنا وكل قيمة جميلة جليلة في حياتنا، ونسأله تبارك وتعالى أن يعيننا ودوما على عشقه والوفاء له، إلى أن يقضي أمرا كان مفعولا، لنسلم عندها "راية" العز المشرفة الوفية للأردن إلى ذرارينا من بعدنا.
الله جل في علاه من أمام قصدي لا من ورائه..