يظن الذي يسير في الصحراء القاحلة اذا مد بصره إلى الأمام ان هناك ماء بانتظاره فيعدو ليقترب من المشهد فلا يرى الا التراب ثم يمد بصره ثانية آملا ان يرى الماء ولكن هيهات هيهات.
هذا هو حال المواطن البائس الذي ينتظر ببصيص امل ان يتغير حاله من الفقر والجوع وارتفاع الأسعار وتفشي البطالة والجريمة وعدم الاستقرار فيبيت خاويا ولكن أمله لا ينقطع في أن يرى تحسنا ملحوظا في قادم الأيام ويحدث نفسه بالسراب في كل مرة لكنه يصطدم بالواقع ولا يجد شيئا.
هكذا وصل الحال واستقر على ما هو عليه أن لم يزدد سوء".
ويبدو ان التنظير والأقوال غلبت الأفعال ان كان هناك أفعال أصلا فالأسطوانة تدور في الحلقة ذاتها والخضاض لا ينتج زبدا ولا لبنا ولا ينفعه الا الجهد والتعب والانتظار.
نحن نعيش مرحلة الانتظار والصبر الممزوج بالألم المنزوع منه الأمل ولا نملك الا الدعاء وحده بعد أن ذهب القطران.