في بناء الجملة الذاتية المصرية
د. حازم قشوع
22-03-2022 12:19 PM
منذ انتهاء عصر الملكية والمجتمع المصري في حالة اشتباك في محتواه السياسي حيث صب جل قدرته بالذود عن عمقه العربي وعن قضاياه المركزية التي حمل اوزانها وتبعات مآلاتها بكل عزيمة واثقة من حتمية عودة الامة لمكانتها التاريخية في حمل لواء الانسانية وعلى الرغم من ثقل الاعباء وما رافقها من متغيرات منذ سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الا ان مصر كانت دائما ما تسخر كل طاقتها في مجابهة العواصف الاقليمية والتصدي لجسامة الاحداث التى المت بالمنطقة نتيجة اسقاطات الرياح الدولية وبسبب الاطماع التوسعية للدول الاقليمية وهي المسببات التي جعلت من مصر تلتف لمحيطها العربي ولواقعها الموضوعي على حساب عاملها الذاتي وهذا ما ادى الى ذهاب ميزان المدفوعات لصالح الدفاع والانفاق على المواجهة على حساب العوامل التنموية المحلية والروافع الاقتصادية الداعمة لتحقيق مصر لجملتها الذاتية التنموية.
الامر الذي شكل اختلال المحركات الانتاجية واختلال في توازن الطبقات الاجتماعية هو ما ادى لاتساع الطبقة الفقيرة وانتشار العشوائيات التي باتت تشكل اوكار للبطالة والمخدرات كما ازدادت معها معدلات التضخم على الطبقة الوسطى واصبح موضوع تصدير القوى العاملة للدول العربية ضيق نتيجة حالة التوطين الوظائفي التي اتبعتها المجتمعات العربية هذا اضافة الى توسيع الهوة بين الطبقة المالكة للاستثمارات مع الطبقات العامة فيها وهو ما شكل جملة تحدي كبيرة امام حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي استلم زمام الامور على رتم من التطلعات الشعبية التي نادت من اجل مصر ومعيشة المصريين.
ومن على هذه التحديات الصعبة عملت القيادة المصرية على احقاق معدلات التنمية ضمن ثلاث مسارات الاولى جاءت لصالح المشاريع الاستراتيجية والقانية وقفت على البنية التحتية واما الثالثة فلقد اهتمت بالبنية الفوقية والتعزيزات الامنية اللازمة للحماية والمنجزات وهي الثلاثة عنوانين التي جاءت تحت عنوان تحيا مصر
ولم تكن تحيا مصر شعارا يراد منه تعزيز الوازع الوطنى المتأصل في المجتمع المصري بل شكلت جملة تحيا مصر برنامج عام يجيب على مجمل التحديات وفق سياسات استراتيجية وجمل موضوعية تنفيذية اجابت على اسئلة ميزان المدفوعات وفق خطة تصحيحية عميقة تعاطت مع التصحيحات المالية اولا للجنيه المصري بمشتملاتها الاقتصادية وبجملها الاجتماعية والمعيشية كما عملت على تنفيذ جملة من الاصلاحات في ميادين الاقتصاد والاستثمار وعلمت على انشاء مدن جديدة على امتداد الرقعة الجغرافية المصرية ضمن مخططات شمولية مدروسة كما عملت على الانتقال بالعاصمة المصرية الى المدينة الادارية وفق وثبة تاريخية كانت قد استقرت في القاهرة منذ المعتز لدين الله الفاطمي.
ولقد اخذت الاستراتيجيه التنمويه التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتمدد بالخطوط الافقيه بقضم العشوائيات وفى المستويات الراسيه بجلب الاستثمارات وكما فى معالجة الاختلالات الاداريه التى نشات نتيجه اختلال نظام الضوابط والموازين الطبقيه فى المجتمع المصرى الامر الذى جعل من الجمله التنفيذيه تحقق مراميها وتعيد انتاج عامل الثقه الذى كان محدود بين المواطن المصرى ومؤسسات القرار وهو ما حمل رسالة انجاز باتت تشكل عنوان للثقه فى برنامج تحيا مصر .
والاردن واذ يشارك مصر منجزاتها فانه يؤكد وقوفه الدائم معها ومع منجزاتها التى تحققت بفضل قيادتها الحكيمه وفق الرؤيه وعنوان الرساله التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي بمضوعيه وحسن اداء فان الاردن يقول ومصر تحقق هذه المنجزات كما اعتاد ان يقول جلاله الملك عبدالله الثاني ان مصر يجب ان تكون قويه من اجل الامه ومن اجل دورها ومن اجل تعظيم مكانتها فهنيئا لمصر هذا الانجاز الذى جعل من حلم المصريين يصبح حقيقه ومن عوده الامه لسابق عهدها امر واقع وليس بعيد المنال.