منذ 26 شباط الماضي، وإلى اليوم، تتواصل جلسات ورشة العمل الاقتصادية الوطنية، التي تجتمع في بيت الأردنيين، الديوان الملكي الهاشمي، ضمن رؤية ملكية ناظمة لمسارات تستشرف إرادة المستقبل الناظم، المأمول للتوجيهات المؤسسية بكل أبعادها وأثرها في التوجية الوطني الذي يعلي من مجالات الاقتصاد والاستثمار، وتعزيزا، وتمكينا للحرص الذي يدعمه الملك عبدالله الثاني.

في هذا الجهد الذي يؤكد الرؤية الملكية التي أسست ووضعت محددات الدولة الأردنية، وحمت المنجز الكبير، عبر سنوات طوال من الأمن والأمان، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، لتكون المملكة، نموذجا يفاخر به الشعب الاردني، بالأمن والأمان، والتواصل والتربية والصحة، والإعلام الوطني، وحيوية استثمارات صناديق الدولة والمؤسسات الأخرى الأساس في قوة الأردن، لعل أهمها أردنيا وعربيا ودوليا صندوق استثمار اموال الضمان الاجتماعي، الحافظ الأمين، الذي يشارك في تنمية وبناء مستقبل الاجيال.

عديد الاتجاهات والرؤى والمؤسسات وبمشاركة خبراء وأكاديميين وممثلين عن قطاعات اقتصادية، وتربوية واعلامية تخوض تجربة أردنية يحميها ويكفل نتائجها الملك الهاشمي عبدالله الثاني، يساندة بكل الوفاء والحب سمو الأمير الحسين ابن عبدالله الثاني ولي العهد.

كلنا، في هذه الورشة، نقتبس الحب النبيل ونرى في عيني الملك إرادة التغيير والإصلاح والتنمية، وفعلا نحن نحتاج هذه النظرة الحنونة الجادة القوية من ملك ورث عزم وإرادة الهاشميين بناة الأردن وعز الأردنيين، امنهم وإيمانهم، لهذا نسعد، ونحن نراقب، تلك الجهود العاملة بفكر حر واعلام أردني وصحف يومية وشباب وشابات ينتظرون الخروج، بخارطة طريق واضحة المعالم، أفرادها وعزمها، حاجة الدولة لخارطة وطنية أردنية، تكون عابرة للحكومات، وتكون مؤشرا على قوة المملكة في الأفق العربي والدولي.

.. نرفع القبعة، لنحيي كل من دعم الأفكار الأردنية المنيرة، التي تعطينا الأمل بإشراقة أردنية وطنية قومية محمية بقوة الجيش العربي الهاشمي، والأجهزة الأمنية، وموروث من الحب الملكي، ذلك الحب الذي جعل الأردن دولة، صورتها المحبة الهاشمية لشعب مجبول على التضحية والوفاء.

لم يشهد تاريخ الدولة، هذا النموذج من التشاركية والتواصل، فالورشة، أخذت من رؤى الملك عبدالله الثاني، العنوان، والنظرة الجادة: «الانتقال نحو المستقبل: تحرير الإمكانيات لتحديث الاقتصاد»، وقد جمعت نخبا ومؤسسات وزارات وسلطات دستورية، تضع أفكارها بوعي سياسي ثقافي، تنموي، إعلامي، ينحاز للمستقبل، لأثر رؤية الملك في مجالات التنمية المستدامة والثقافة والإعلام الوطني، والزراعة والأمن الغذائي، والطاقة، والمياه، والتعدين، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأسواق والخدمات المالية، والرعاية الصحية، والتجارة، والصناعة، والسياحة، والتعليم وسوق العمل، والنقل والخدمات اللوجستية، والتنمية الحضرية والتغير المناخي، والصناعات الإبداعية.

.. في دخول الدولة الأردنية مئويتها الثانية، بات من الضروري، تقييم الوضع الراهن للاقتصاد الوطني وتحديد الفرص لتنمية القطاعات الاقتصادية وزيادة تنافسيتها، ورسم خارطة طريق عابرة للحكومات لتعظيم هذه الفرص وتعزيز النمو الاقتصادي.. وتبادل الخبراء، الذين انتظموا في اجتماعات متزامنة لكل قطاع، الأفكار والمقترحات بنهج تشاركي حول كيفية الاستثمار بنقاط القوة في كل قطاع، وتحويل التحديات إلى فرص تسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وزيادة التنافسية، وتنشيط الاستثمار.

لم ينقطع جلالة الملك، وسمو ولي العهد، ورئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ورؤساء الهيئات والسلطات الدستورية، والنخب الأردنية، عن المد الفكري، والنظرة لاردن مختلف، تحميك الجذور الصلبة لملك، عزيز نبيل الفكر والقائد الأعلى، الباحث عن الجمال والسلام.

(الرأي)