الإرادة والعزم والتصميم والصدق والتخطيط هو مفتاح التقدم والنهضة وليس الأقوال الفارغة والكلام النظري بعيدا عن المصداقية وتوفر العزيمة.

يرى المرء العجب العجاب في بلد صغير محدود الموارد مثل سنغافورة التي لا تتعدى مساحتها 700 الف كيلو مترا مربعا وعدد سكانها لا يتجاوز 5 مليون نسمة وكانت قابعة في التخلف من جميع الجوانب إلى أن ترأس حكومتها لي كوان الذي حولها إلى بلد نموذج في التعليم والصناعة والسياحة حيث يزورها في كل عام اكثر من ستة ملايين سائح وارتفع الناتج المحلي للفرد من 300 دولار الى 6000 دولار.

كل ذلك بسبب السياسات التي اتبعها لي كوان حيث قام بتطوير التعليم وفتح المجال أمام التصنيع وتشجيع الاستثمار وترويج السياحة.

وسبق ذلك كله وضع حد للفساد وابعاد الفاسدين عن مقاليد الأمور ووضع قوانين صارمة للإصلاح والقضاء على الترهل والفساد والحفاظ على بيئة نظيفة.

اليوم العالم العربي على كبر مساحته وضخامة عدد سكانه وتعدد موارده يقبع في التخلف والفساد والفقر والبطالة والترهل لعدم توفر ارادة في التغيير والانصياع للتبعية حرصا على مواقع المسؤولية.

الامعان في التلبس في مقاعد المسؤولية والحرص على التبعية وممارسة الفساد للحصول على المال وتكديسه في البنوك والابتعاد عن ارادة التغيير هو سبب التخلف الذي يلف العالم العربي.