في كل عام تعج وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي باحتفاليات عيد نوروز وعيد الام ويستبشر الناس عادة بحلول العام الجديد بأمل أن تتحقق أمانيهم واحلامهم مزدهرة وواعدة ويمثل يوم 21 آذار رأس السنة الجديدة ،والذي يصادف بالتاريخ الميلادي لكل عام الذي يعتبر عطلة رسمية في العديد من الدول مثل (كردستان ،العراق، إيران، أذربيجان، قرغيزستان)وسجل في قائمة اليونسكو النموذجية للتراث الثقافي للبشرية عام 2009 م بوصفه تقليداً ثقافياً لعدة شعوب وعيداً عريقاً تتوارثه الأجيال ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا العيد هو أنه عيد للربيع من أجل الاحتفال بدورة الحياة الجديدة خصوصا بعد انتهاء فصل الشتاء وبدء فصل الربيع، وكلمة النوروز تعنى الربيع بالفارسية ويظهر ذلك من شعر البحتري عندما قال:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحُسن حتى كاد ان يتكلما

وقد نبَـه النوروز في غلس الدُجى أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما

النوروز (النيروز)، هو عيد الاحتفال بالسنة الجديدة، وهو يتألَّف من كلمتين،، الكلمة الأولى هي (نو) وتعني الجديد، والكلمة الثانية (روز) العام ، ومنه فإنَّ النوروز (النيروز) تعني العام الجديد .

لذا فإنَّ هذا العيد يترافق مع تجدد الأرض، وازديادها بهاءً، فهو يعني بداية السنة الشمسية الجديدة.

إنّ الشعوب الي تحتفل في هذا اليوم، لها طقوس محددة، وأفكار متنوعة، ومن هذه الطقوس:

غسل البيت وتنظيفه تنظيفاً جيداً في كلّ زاوية من زواياه

نشر الورد في كل زاوية من زوايا المنزل.

إعداد سبعة أطعمة لسفرة الطعام على أن تبدأ بحرف السين

وهي أطعمة محددة:

Sabzeh : براعم القمح المزروعة للتجديد

Samanu : نوع من الحلويات المصنوعة من القمح

Senjed: فاكهة مجففة ترمز للحب

Sonbol : زهرة الياقوتة

Seeb: التفاح

Somaq: توابل لونها أحمر، تدل على سطوع الشمس

Sekeh: العملات المعدنية

كل هذه الأطعمة يجب أن تُقدم في عيد النوروز (النيروز) لأنَّها تدل على البداية الجديدة لكل شيء، وهي تتميز باللون الأخضر، واللون الأحمر المترافق مع شروق الشمس.

يتم نشر الشعلات النارية وفي الاحتفالات التي يجتمع فيها الناس. يتم قفز الناس من فوق الشعلات النارية، لإبعاد المرض والنحس، والأشياء السيئة عنهم في السنة الجديدة.

وعند الاكراد فإنَّ الاحتفالات تقام على شكل حلقات يجتمع فيها الناس حول النار، ولها قصة مؤثرة .

تعود قصة إشعال النيران لدى الكرد في عيد النوروز (النيروز) ،وهو أنَّ شاب كردي يُدعى (كاوا) قام يقتل ملكٍ ظالم كان يعمل على قتل الشباب الأكراد دون سبب، وإشارة إلى انتصاره عليه، ، قام بإشعال النيران في أعلي الجبال، لتكون إشارة الفرح لهم و كرسالة واضحة للجميع على النصر..

تستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة عشر يوماً متتالية

تقام فيها الاحتفالات، بعد اجتماع الناس، وتحضير الطعام في الطبيعة طبعاً. إذ مع تغير الطقوس في بعض الأحيان إلاَّ إنَّ الاحتفال في الطبيعة أمر لا يُستغنى عنه لديهم
في آخر يوم من أيام عيد النوروز (النيروز) يقوم الناس بنثر براعم القمح الأخضر بين الأنهار والبحيرات لكي تأخذ معها كل النحس والتعاسة التي جرت في العام السابق.

كل هذه الطقوس في عيد النيروز يجب أن تؤدي بإتقان من قبل السكان. ولكنها إن اختلفت عند بعض الشعوب تبعاً لتطور أفكار الإنسان.

كما إنّ الاختلاف يولد الكثير من الأفكار والإبداعات بين الشعوب لتحقق التطور، والاندماج الحضاري والثقافي وبسبب اختلاف الثقافات للشعوب، فإنَّ الأعياد تكون متنوعة لكثرة الاختلافات والثقافات.

ومن البلاد التي تحتفل الآن بهذا بعيد النوروز (النيروز) الجمهورية العراقية.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية ،أذربيجان ،أفغانستان، دولة مقدونيا ،الهند ،كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، تركيا ، تركمانستان، سوريا ،مصر ، كل هذه البلاد تتواجد فيها شعوب تحتفل بهذا العيد، وتتآزر فيها الشعوب بين بعضها. إذ نجد أن الناس من جميع الحضارات تهنئ الشعوب الأصلية التي تحتفل بهذا العيد بعيدهم.

ولمّ لا فإنَّ بداية الربيع هي بداية الحياة وتفتح الأزهار ونمو النباتات وعودة الحياة، ولذلك فإنَّه مهما اختلفت الشعوب إلاَّ أنَّ المحبة الجامعة بينهم هي التي تحقق التكافؤ
ومنه نرى بأنَّ الشعوب على اختلاف حضاراتها واختلاف نظراتها إلى العيد عيد النوروز (النيروز).تسميات متعدد ومتنوعة ونحن نعيش في عالم يمتلئ بالكثير من الصعاب والمشاكل والاحزان إلاَّ إنَّها جميعاً تجتمع على حب الله سبحانه وتعالى وتقديم الشكر الخالص له على بداية العام الجديد.وكل عام والشعب الكردي بالف خير ومحبة .