الشباب وانتخاب مجالس المحافظات والمجالس البلدية
الدكتور محمد خلف الخزاعلة
19-03-2022 10:22 PM
منذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين حفظه الله سلطاته الدستورية عام 1999 حظي قطاع الشباب بجل اهتمامه حيث أولى هذا القطاع اهتمام كبير، وذلك من خلال توجيهاته السامية للحكومات المتعاقبة بإصدار جملة من التشريعات والقرارات التي تسهم بدورها في رفع قدرات الشباب الفكرية والتعليمية، بحيث يصبح هؤلاء الشباب قادرين على الدخول إلى معترك الحياة العملية والسياسية، قُدمت في هذا المجال العديد من المبادرات الملكية التي من شأنها رفع روح التعاون والعمل التطوعي بين الشباب وتفعيل دورهم في بناء المجتمعات، واشراكهم في الكثير من المؤتمرات المحلية والدولية، وتعزيز دورهم كشريك حقيقي ومؤثر في الحياة العامة، ووصفهم بأنهم هم فرسان التغيير القادرين على إحداث التغيير الإيجابي.
كما أن وزارتي الشباب والتربية والتعليم عززت هذا النهج الملكي من خلال مديرياتها ومراكزها وجامعاتها المنتشرة في جميع انحاء المملكة، سواء من خلال عقد الورشات والندوات والمحاضرات التوعوية والتثقيفية أو العمل التطوعي والتواصل مع أبناء المجتمع المحلي بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن بما يعود بالنفع على الأرض والانسان.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع وخاصة في هذا الوقت كونه يقترب من استحقاق دستوري يتمثل في إجراء انتخاب مجالس المحافظات والمجالس البلدية، بتاريخ 22/ 3/ 2022 حيث يحظى هذا الموضوع بنسبة عالية من الاهتمام سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وبما أن النسبة الأعلى التي يتكون منها المجتمع الأردني هي من فئة الشباب، لذلك لابد أن يكون لديهم دور حيوي وايجابي في الانتخابات بشكل عام وانتخاب مجالس المحافظات والمجالس البلدية بشكل خاص كونه استحقاق دستوري قريب جداً إذ تفصلنا عنه أيام معدودة فقط، وخاصة وأن فئة الشباب هي الفئة الأقدر على تحديد أولوياتها وحاجاتها الأساسية، وخاصة فيما يتعلق بمستقبلها في التعامل مع بداية ممارستها للعملية الديمقراطية سواء بالترشيح او الانتخاب، بالتالي الدخول إلى معترك الحياة السياسية.
وكلما توسعت مشاركة فئة الشباب في العمل السياسي وخاصة العملية الانتخابية بعيداً عن الضغوطات الجانبية، تكون مخرجات هذه المشاركة تلبي رغباتهم وطموحاتهم المستقبلية، وبالتالي فأنهم يتمكنون من تحديد أهدافهم وافكارهم وآرائهم المستقبلية في مجال عمل تلك المؤسسات.
كلما زاد اهتمام الشباب في المشاركة في العملية الانتخابية يصبح على عاتقهم دور كبير في اختيار المرشح الذي يعتقدون بأنه يحمل أفكارا وأهداف ورؤى تكون قادرة على إيجاد بلديات نوعية قادرة على الإنجاز وتفعيل دور الشباب وتمكين المرأة، من خلال إيجاد آليات عمل وتشغيل جديدة، وذلك من خلال إنشاء مشاريع صغيرة تشاركية وتعاونية تسهم في حل جزء من مشكلتي الفقر والبطالة التي يعاني منهم اغلب فئات الشباب.
تعتبر مشاركة الشباب في الانتخابات ضرورة ملحة من أجل تطوير النهج الديمقراطي وافراز مجالس المحافظات والمجالس البلدية التي تسهم في تنمية المجتمعات القادرة على المشاركة الواسعة والفاعلة في صنع القرار.
أن أغلب المؤسسات بدأت في العصر الحديث من الاعتماد على التكنولوجيا والتي تعتمد على التطور العلمي لذلك لابد من إيصال الشباب إلى تلك المؤسسات وخاصة وان اغلب الشباب يستطيع ان يتعامل مع تلك التكنولوجيا، وبالتالي يستطيع الحصول على الفائدة المرجوة من ذلك وتجنب السلبيات التي قد تحدث نتيجة عدم المعرفة.
كلما شعر الشباب بأن صوتهم سوف يحدث التغيير وانه لن يكون حاصل تحصيل بحكم القرابة أو لأي سبب اخر، سوف يكون اقبالهم على العمل الانتخابي كبير، وخاصة فئة المثقفين منهم.
من أجل ضمان مشاركة الشباب في العملية الانتخابية يجب تفعيل دور الاسرة في هذا الجانب وخاصة وأنها تعتبر من العناصر المهمة في التنشئة السياسية، بالمقابل على المرشح ان يكسب ثقة الناخب سواء من خلال الأفكار التي يطرحها او الأهداف التي يسعى لتحقيقها مما يحفز الشباب بشكل تدريجي على اتخاذ قرار المشاركة بالعملية الانتخابية لإيصال الشخص صاحب الأفكار البناءة والهادفة، وبالتالي اختيار المرشح الذي يتميز بالكفاءة والقدرة على احداث التغيير، ومن ثم افراز مجالس يكون هدفها خدمة الوطن والمواطن.
وفي النهاية اللهم احفظ الأردن عزيزاً منيعاً ارضاً وشعباً وقيادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته