صحيح ان الحياد هو الخيار الأفضل للسلامة لكنه لن يحقق ارباح فالرهان وحدة قادر على تحقيق ذلك خصوصا اذا ما تغير ميزان الحركة واصبح متأرجح ويحمل مؤشرات تنذر بتغيير في منظومة ميزان الضوابط والموازين فان بيضة القبان هنا يمكنها ان تصنع الفارق كما يمكنها ايجاد معطي يحمل الكثير من النتائج وهذا ما جعل من الحيادية او نقطة الحياد اسلم لكنها تحمل عنوان عدم الحركة بسبب عدم اليقين من مآلات المشهد لضبابية الحالة التي يقف عليها وهو ما يذهب اليه الساسة عند اندلاع نقطة تشابك اوعنوان اشتباك وهذا ما يمكن ملاحظته من عناوين المشهد الدارج مع اشتداد حالة الحدية في موقعة اقتتال اوكرانيا.
لكن حالة الحياد في المفهوم الاستراتيجي لا تعني جمود الحركة لكنها من المفترض ان تعمل ضمن مسارات متحركة بين الحالة القطبية السائدة فهي اما ان تكون في المسار الرمادي مايل للبياض او ان تكون في المسار الرمادي مايل للسواد وهذا ما يمكن مشاهدته من حركة الاتراك في المشهد العام عندما قاموا ببناء مصالحة سياسية مع الجانب الاسرائيلي للحيولة دون تفاقم الازمة في كردستان التي باتت اربيل تشكل فيها مركز لتصدير الاسلحة بينما قامت ايران بفرض قواعد الاشتباك من جديد يقوم مسارها العام على قاعدة من يضرب مصالحها في المنطقة تقوم بضرب عناوينه في كردستان وهذا ما يجعل من كردستان العراق تشكل نقطة اشتباك ضمنية في مسار الاحداث على الصعيد الاقليمي.
وعلى جانب متصل نجحت اسرائيل كما تشيير التقارير باستقطاب رؤوس الاموال الروسية حتى غدت على حد وصف المتابعين تشكل مخزن الاموال المشروعة وغير المشروعة للقصرية الروسية القادمة التي تراهن اسرائيل على تجوزها لنقطة الاشتباك الاوكرانية وهذا
ما يجعل من اسرائيل تبتعد عن الادارة الامريكية الديموقراطية ببواطن تحركاتها الامنية لكن جميع الاطراف يعملون ضمن معادلة الحياد التي تقومها اللون الرمادي وليس الجمود في التحرك او الحراك.
روسيا ايضا نجحت على حد وصف المتابعين لتامين حيادية السعودية عندما ادخلت الحوثي في معادلة الضغط العام لتضبط ميزان حركتها على الرغم من زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليها وكما تعمل روسيا بذات الكيفية على وقف حركة مصر المؤثرة من خلال دعمها للقيادة الاثيوبية في صراعها بسد النهضة كما عملت ايضا على تجميد حركة انطلاق الطائرات المعادية على حد وصفها واعتبار دول الاتحاد الأوروبي المطلقة او المستقبلة للطائرات دول معادية وهذا ما جعل من موضوع مناصرة التيار الغربي دول ترزخ تحت وطأة الصفرية في الحياد الامر الذي ابقى مساحات الاشتباك محصورة ميدانيا في اوكرانيا إلى الدرجة الصفرية في المحاور المغذية والمؤثرة.
واما الولايات المتحدة التي حولت الاشتباك من جوسياسي إلى جو اقتصادي بعد اللقاء الذي جمع يانج ياشي مستشار الامن القومي الصيني مع جاك سوليفان مستشار الرئيس جو بايدن من على قاعدة الحصار الاقتصادي لكنها ايضا رصدت اكثر من 13 مليار دولار لدعم الحكومة الاوكرانية عسكريا ولوجستيا حيث تعمل على استنزاف القوات الروسية والتأثير على المزاج العام في المجتمع الروسي الذي بدأ يتذمر نتيجة مناخات الحصار الضاغطة على الاقتصاد كما على الحالة المعيشية للسكان كما عملت ايضا على اغلاق نوافذ العالم الافتراضي على الاجواء الروسية الأمر الذي يتوقع ان يقود القيادة الروسية لتغيير موقع الاشتباك باتجاه موقعة اخرى ان لم يحدث اختراق يسمح بتخيف من وطأت الحرب الدائرة في موقعة اشتباك اوكرانيا الذي ما زال جشيها يتصدى للهجمات الروسية على الرغم من شراستها مع بقاء مساحة المناورة السياسية قائمة من خلال طاقم المفاوضات التي مازل يشبك بالمفاوضات المباشرة مع الجانب الروسي.
والاردن الذى يعتبر محرك فاعل فى المشهد السياسي يعول عليه المراقبين لايجاد ارضيه دبلوماسيه تفضي لترتيب جمله الخروج من مستنقع اوكرانيا وذلك لواسع خبرته السياسيه ولقربه من طرفي فانه يعول عليه بالعمل على تجسير الهوه بما يسمح بوصل نقاطها الضديه لتشكيل ارضيه توافق يمكن البناء عليها ولقد اخذ يتحرك بشكل دبلوماسي وازن استهله جلاله الملك بزيارات للنرويج والمانيا كما ينتظر ان تكون اكثرا حيويه مع اقتراب القوات الروسيه من السيطره على العاصمه الاوكرانيه كييف وهذا ما يؤكد ان الحياديه على تعنى النفطة الصفرية.