يمتلك بعض الأشخاص ثروة كبيرة من المال، ولا يعرفون ما هو طعم الفقر فعليا، فهم بحاجة لتجربة العيش بين الفقراء مدة عام بأكمله على الأقل كي يشعروا بهم ويتعرفوا على الفقر المادي والمرتبط بالجوع على أرض الواقع.
هذا هو الفقر المتعارف عليه ألا وهو فقر المادة، لكن الكثير يجهل ما هو الفقر الحقيقي، فالفقر الحقيقي هو فقر النفس، أي ما يفتقره بعض البشر من خصال حميدة يجب أن تكون مبنية في شخصياتهم منذ الصغر من خلال التربية.
هذه الخصال أولها وأهمها التواضع فمن تواضع لله رفعه، وخصلة التواضع لا يجيدها إلا الشخص الصادق والمحب لفعل الخير، تأتي في المراحل الأخرى خصال انتقاء المصطلحات الواجب استخدامها عند التعامل مع الآخر، كي لا ندخل في باب التنقيص منه وتجريحه وبالتالي نؤثر على نفسيته بشكل سلبي، فإما أن نكون أشخاصا إيجابيين ومحبين للغير أو نلتزم الصمت.
فقر النفس مشكلة معضلة ويجب الالتفات إليها والبدء فورا بعمل دورات تحفيزية تساعد هؤلاء الأشخاص فقراء الأنفس في معالجة أنفسهم قبل تفشي حالتهم المرضية فتصبح حالة يصعب علاجها، وتتفاقم في المجتمع.
نلاحظ أن أغلب الحالات المصابة بفقر النفس هي من الطبقة التي تمتلك ثروات ضخمة وكبيرة من المال، وخاصة من هم يرثونها دون تعب أو جهد، فلا يشعرون بغيرهم ممن يكدون ويكدحون كي يجنوا ثمار تعبهم من أجل تسديد الكثير من الالتزامات عليهم وتأمين قوت عيشهم.
وأخيرا نصيحة لفقراء الأنفس، لا تستصغرون من هم أقل منكم في أي شيء، بل حاولوا بما أنكم مقتدرون أن تساعدوهم بما تستطيعون كي تضعوهم على بداية الطريق كي يكتفوا مثلكم ماديا، ولا يصبحوا فقراء أنفس مثلكم في المستقبل عندما يصبحوا أصحاب ثروات طائلة، فمن تربى منذ الصغر على عزة النفس، لن يصبح يوماً فقير النفس.