الدولة الناجحة تستغل عناصر الإنتاج احسن استغلال وتوظف مواردها لتحقيق أمن غذائي نسبي يغطي احتياجاتها الأساسية مما يمكن زراعته وصناعته وفق الميزة النسبية وطبيعة المناخ وتوفر عناصر راس المال والعمل والأرض والتنظيم والتقنيات الحديثة.
الاردن بلد زراعي بما حباه الله من الأرض الواسعة والعناصر البشرية الرائدة والمواد الخام وبما يدخل عليه من مردود السياحة والمناخ الجيد.
قبل نحو خمسين عاما كان الأردن يصدر القمح والشعير والعدس ومكتفيا ذاتيا في مجال زراعة الحبوب والخضروات واليوم تراجعنا إلى الوراء ولم نعد بلدا منتجا ونعتمد على استيراد المواد الأساسية بشكل يهدد أمننا الغذائي ويرفع الاسعار في حال الحروب والكوارث الطبيعية بعد أن تخلينا عن الزراعة واعتمدنا كلية على الاستيراد من الخارج.
نحن مدعوون اليوم إلى العودة للماضي ووضع سياسات زراعية تشجع المزارعين على الزراعة وتصريف منتجاتهم حتى لا نبقى أسرى للأحداث التي تقع حولنا وتحت رحمة المصدرين وارتفاع الأسعار.
فهل يفعل المسؤولون ما هو مطلوب منهم ويحرصون على وطنهم ويحررونه من الاعتماد على الخارج في ظل إمكانيات متوفرة وبيئة صالحة.