في دعوة عشاء عند معزب غانم في مجلسه (المجالس القطرية) والتي تجمع العديد من الناس بشكل يومي في هذه الايام ، دخل شاب في الثلاثينات من العمر وهو من اقارب المعزب ، لا اعرفه وسلم على الجميع فقام المِعزب بالتعريف عليّ من الاردن ، فأصّر ذلك الشاب على السلام وقال "هات خشمك " وهو اسلوب قطري بالسلام يكن على التقدير والاحترام والمكانة المميزة لك عند الاخر.

جلس ذاك الشاب وبدا بالحديث " يا الربع ودي اسولف لكم هالسالفة صارت مع يدتي (جدتي) اول امس في السفارة الاردنية ، يدتي عندها مراجعة طبية في الاردن بعد ما عملت عملية تركيب مفصل عند دكتور اردني والنعم فيه ، والعجوز ما تقدر تروح لوحدها عمان ، وتبي تاخذ الشغالة معها كمرافقة طبية فقمنا بالاتصال بالسفارة الاردنية وابلغونا بضرورة مراجعة الكفيل والشغالة للسفارة لتقديم الطلب .

ذهبت يدتي مع الدريول (السائق ) للسفارة في منطقة الكورنيش وعند وصولها للطابق الارضي ، وكان واحد اردني اعطانا رقم موظف في السفارة بس نصل ، اتصلت يدتي بالموظف وقالت " يا ولدي انا في الطابق الارضي وابي اقدم فيزا للشغالة للاردن " ، فنزل لها ذلك الموظف وقال لها مبتسما "أمري يا والدتي " فقدمت له الاوراق واخذها وعمل لها المعاملة وهي في قاعة الانتظار ، وبعد ان جهزت الاوراق رجع الموظف وقام بتسليمها الاوراق .

يدتي ما تعرف وش تسوي مشان تشكر الريال (الرجال) ، فقامت بسحب الف ريال من مخباها (جيبها) تبي تعطيها للموظف فقال "لاه يا والدتي ما يصير " اصرت العجوز وقالت يا ولدي الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدية فقال لها " صلى الله عليه وسلم ، يا والدتي هذه الهدية توديني السجن " واشار لها في اسلوب وضع الكلبشات في يديه ،وبعد صراع معها لاقناعها بان هذا مخالف للقانون قال لها الموظف"اذا ودك تتبرعي فيهم تبرعي لاي واحد محتاج فهذا واجبي اؤديه وانا اخذ راتب على ما اقوم به " وخرجت يدتي وهي مبسوطة واصبحت تردد هذه السالفة في كل مجلس.

على الرغم من كبر المجلس الذي لم يتسع بشعوري بالفخر والاعتزاز كاردني امام المعزب والضيوف وهم يرددون " والنعم والنعم فيه " والي " يقول بينا وبين شرهم الله " والي يقول "ما هي غريبة على النشامى " والي يقول " هذا كيف لو جيتهم ببلادهم تعرف وش معنى الكرم والطيب " فاثنى الجميع على النشامى، نعم نعم والف نعم لم يتسع كبر ذلك المجلس فخري واعتزازي كاردني.

وقبل ان اكف (اغادر) اصّريت على اخذ رقم جوال هذا الشاب و قمت بالاتصال به لمعرفة اوصاف او اسم ذلك الموظف وقال بانه سيتكلم مع جدة ، وما هي الا اقل من ساعة وكلمني وقال هذا الشاب اسمه فلان لانه يحمل اسم حاتم الطائي بكرمه وبخلقة وأدبه والبيت الذي تربى به.

نعم اردت ان اكتب بهذا الامر تحقيقا لقول النبي صل الله عليه وسلم " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " فشكرا لك يا فلان وشكرا للسفارة وسفيرها معالي زيد اللوزي.

وفي الجانب المظلم (المعتم) وطي راسك انت اردني، اتصل بي عامل من جنسية عربية اعرفه جيدا عبر الواتساب قدم طلب للحصول على تصريح عمل والذي يكلف عادة مبلغ ٨٥٠ دينار تقريبا فقال يا باشا " انا بحاجة الى دين منك ١١٥٠ دينار " فقلت له وحد الله معقول التصريح وصل هيك فقال " لا بس الشباب طالبين " فقلت من هم الشباب ؟ فقال لا اعرفهم ولكن هيك الامور صايرة.

كم عندها وطيّت راسي امام ذلك العامل
المسكين ، فهل وصلت بهذا الموظف ان يشارك او بالاحرى ان يسرق قوت يوم هذا العامل الذي قدم للاردن بحثا عن لقمة العيش .

وللعودة الى الجانب المشرق من ارفع راسك انت اردني ، اعرف انكم تريدون ان تعرفوا اسم الموظف في السفارة الاردنية في قطر نعم انه رئيس ديوان السفارة حاتم العمرو فلك من كل اردني شريف غيور كل الشكر والتقدير.