الطاولة المستديرة للعقول العربية تلتقي بالقاهرة 2/2
د. حازم قشوع
15-03-2022 03:51 PM
إن فلسفة الطاولة المستديرة هي فلسفة مهمة كونها قد تخرج بافكار تأتي من خارج الصندوق وتحيط بجوانب عديدة جراء حالة التنوع التي تفرضها قواعد الطاولة المستديرة للاطلالة على المشهد السائد لكن من زوايا اخرى ومنطلقات قد تنطلق من الاهداف وتؤدي لتركيب المشهد من أعلى إلى أسفل او تقف عند محددات تفرضها الحالة التي يقبع فيها مجتمع دون غيره نتيجة الاختلاف بالزاويا التقديرية التي يرسم عليها ميزان التصور التقديري للاحداث.
والقاهرة وهي تستضيف هذا المؤتمر الفكري إنما لتؤكد مكانتها في ريادة الحالة الفكرية العربية وبعث روح فكرية نيرة قادرة على تشكيل مخزون معرفي غني يقوم على حفظ الاراء وبيان المقترحات ضمن سلة صندوق الافكار الذي يشكل عنوان مهم وارضية عمل لبيت القرار العربي الذي من المهم ان يخرج من الظروف الموضوعية التي باتت تشكل حالته الواقعية عن طريق توحيد الجهود وبناء شبكة روابط جنوبية تحدث حالة تشاركية بين هذه الدول وتساعدها على الانتاج والتصنيع لتخفف ارهاصات الظرف الموضوعي التي ما زالت ضاغطة ويشكل ميزان قرارها ثلثي من معادلة القرار.
والأردن الذي يعكف حاليا على بناء برنامج استراتيجي للمرحلة القادمة من خلال نموذج عمل صندوق الافكار من واقع عمل لجان المسارات الاقتصادية في الديوان الملكي فان هذه الجوانب بحاجة إلى بيئة داعمة تفرضها عملية التشابك مع ذات البيئة المتشابهة بظروفها في النصف الجنوبي من العالم لتكوين اسواق داعمة لعمليات التصنيع والانتاج كما هو ايضا بحاجة إلى روافع جديدة تخلصه كما غيره من المجتمعات العربية من الادوار الوظيفية التي جعلت من وظيفته واقع حال تحول دون تحقيقه لرؤيته وتنفيذ رسالته واستراتيجيات عمله لتحقيق عناصر التنمية وارضية الاستدامة بما يقوم على حل المشكلات الذاتيه وتجاوز التحديات الساقطة من الجوانب المحيطة فلا يبقى يدور كما المجتمعات العربية في مسألة تدوير الزوايا الحادة لان برنامج الاصلاح الاقتصادي يجب ان لا يبقى يرسم بطريقة ذاتية فان الذاتية وحدها لا تشكل من جملة بيت القرار اكثر من ثلث المعادلة.
فان المسألة الاقتصادية قضية عميقة واستراتيجية وليست بسيطة ناتجة من معادلة ذاتية وهذا ما يتطلب شراكات جديدة او بالحد الادني مفاوضات تقوم على رفع سقف الدور الوظيفى المعطي لكل مجتمع عربي حسب مكنوناته من مواد طبيعية مثل البترول في الدول الخليجية والموارد البشرية كما في مصر او الادوار الاخرى للمناطق الجغرافية العازلة او منظومة الانظمة الواصلة في كل من مناطق التكوين الاقليمية وهو الواقع الذي يحتم على الجميع عدم الوقوف عند مساحات الانتظار في انتظار مآلات المشهد العالمي لتستجيب لناتج مقرراته بقدر ما تقود زمام المبادرة وفق مبادرات بناءة كتلك التي جمعت الاردن ومصر والعراق في الامن الغذائي من اجل بناء منزلة عربية جديدة قادرة على التعاطي من تداعيات المشهد وعامله على تغيير منظومة الضوابط والموازين التى ما زال يرزخ فيها الجميع ضمن ظروف موضوعية ساقطة باتت تشكل الحالة الواقعية للمجتمعات العربية وهذا ما سيتناوله مؤتمر الطاولة المستديرة للعقول العربية الذي يعقد بالقاهرة.