قال لي صاحبي الموالي:
انكم المعارضون تبحثون دائما" عن السلبيات لتصطادوا في الماء العكر.
قلت له : أولا" انا معارض بالقطعة ومعارض للسلبيات ولستُ معارضا" لوطني وأمنه واستقراره ولا أقبل من أحد أن يزاود حتى لو كان رجل أمن، فهو رجل أمن بحكم الوظيفة أما أنا فرجل أمن بحكم الحب.
والمرجف والمريب هو الذي يخاف من النقد وبخاصة إذا كان نقد محب. لسنا ميليشيات مرتزقة لدول نسرح ونمرح ونتمردغ على أعتاب الدافعين. رأينا من حمل السلاح على بلدي هم الان في أحضان الغرام ينظّرون ويكتبون قصائد الشعر الرخيص، أما نحن فلم نكن ولن نكون كذلك. نحن أم الوليد التي لم تقبل أن يقسم الولد بينها وبين الدعية. ننتقد نريد الأفضل والأحسن.
هناك مسؤولون محترمون نقدرهم ونعلم اخلاصهم وندعو لهم بالتوفيق ، لكن هناك مسؤولون برامكة مرتزقة أو دكتاتوريون لا يقبلون أن يقال عن أي خلل ضمن مسؤوليتهم.
مطالبنا بسيطة وممكنة التحقق .
هل اذا طالبنا مراقبة الأسعار وجشع الجشعين نكون قد أجرمنا؟ انهم يتاجرون برغيفنا الذي وصل الكيلو إلى نصف دينار !! انهم يبيعون البندورة بستين قرشا" !! . هل رفضنا للخطب المعلبة خيانة للدين ؟ واذا كنتم مصرين على ذلك فلتكن الخطبة مثل الأذان الموحد ، خطيب واحد لكل المملكة وبهذا توفرون مكافآت الخطباء .
هل اذا قلنا إن انكشاف حاويات القمامة مظهر غير حضاري ولا صحي بل هو منظر متخلف لا يجوز أن يستمر .
هل انتقادنا لأغطية المجاري التي نراها في أماكن حفرا" وفي أماكن جبالا" نقد محب راغب في أن يكون العمل الهندسي صحيحا" لعلنا نصل إلى طرق يسير فيها بنو آدم ماشيا" أو راكبا" .
هل اذا قلنا ان المواطن يتم تعذيبه اذا اراد الحصول على إذن اشغال ؟ ويتم تعذيبه اذا اراد فرز أرضه عن الشركاء؟.
هل اذا قلنا ان المال العام يتم هدره في الأبنية المستأجرة في المؤسسات الحكومية والمدارس نكون معارضين للوطن أم المطلوب أن نسكت على التنفيعات الأصحاب والأحباب؟ .
هل انتقادنا للفندق المغلق الذي يملكه الضمان بأموالنا نقد محب غيور أم نقد متصيد شامت ؟ هل اذا طالبنا احترام أمواتنا في قبورهم بمنع السكارى والحشاشين والسرسرية من اقتحام مقابرنا نكون متصيدين ؟ . هل انتقادنا التوقيت الصيفي في موسم الشتاء معارضة للحكومة المبجلة؟ .
ان وطنا" لا معارضة فيه هو وطن الأموات الجبناء والمنافقين الخانعين، وإذا لم توجد هذه المعارضة فيجب إيجادها وبخاصة اننا شعب متعلم والمفروض اننا مثقفون ومنفتحون ومنطقيون.