(والله درسنا واتعبنا وصرفنا وشوف شو بشتغل ويوم يشتغل وعشرة لا).
كلمات مخلوطة بألم تخرج من أفواه الآباء والامهات، من منا لم يصادف شبابا اكملوا تعليمهم في تخصصات ورأيت عملهم في مجال اخر يختلف عن دراستهم.
طموحات تهدم، البطالة مشكلة قديمة حديثة بل متطورة، خطيرة تهدد المجتمع جرحها يتجدد كل يوم.
شقت طرق بتعب الليالي وظروف قد تكون الأصعب عليه وعلى عائلته ، للوصول إلى مستوى متقدم من العلم لترسم أهدافا وخططا واحلاما ليتحقق ما يريد واخيرا قد تحقق.
يمر الشهر الأول من تخرجه متفائلا ليقدم وظيفة في الجهات الرسمية والخاصة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، المواقع الكترونية للبحث عن اعلانات هنا وهناك ليواسي نفسه بقول(خليني ارتاح شوي ع شو مستعجل ) لتتوالى الشهور والسنوات وتصبح الراحة بؤرة للسلبيات ، ليصطدم بالواقع وانهيار امنياته امامه وأمام والديه، لتصبح البطالة جزء لايتجزأ من شخصيته بل وظاهرة مجتمعية منتشرة حوله، مشكلات اقتصادية، اجتماعيه، والأصعب اصبحت نفسية وجسدية ليتولد الكسل والكآبة، المشكلات الأسرية، والتهديد بعدم الاستقرار والأصعب خلق اوقات الفراغ التي قد تقود الأشخاص إلى أمور تشغل بالتفاهات، والكثير الكثير.
حتى وان سمحت الفرصة له للعمل هاقد وتراجعت الكفاءة والعطاء واختلف الميول، ولم نعد نطيق، ليعمل يومين ثم يغادر ، فطموحات اتجهت في غير مكانها وتلاشت وفات اوانها.
تعددت وجوه البطالة وسوادها هو ظاهرها.
وهذا لايعني المطلق فالبعض قد يجد العمل ولكن القلة القليلة منا قد يبدع في مجال غير مجاله.
لماذا لاتغلق التخصصات التي تفتح دون جدوى او تطويرها لتناسب تغيرات المجتمع، تأهيل الخريجين حول حاجة سوق العمل نظرا لاستبدال الأيدي العاملة بالتكنولوجيا الحديثة، أين المراكز المتخصصة لتنظم فرص العمل ان اوانها، دعم وتشجيع المشاريع ، تشجيع الاستثمار، البحث الداخلي والخارجي، أين نحن من الدورات التأهيلية النفسيه للتخلص من الآثار السلبية حول ظروف العمل، وأن عجزت الطرق لاتلوموا امنيات وعقول تفكر فقط بالهجرة....اعانكم الله .