تعجبني الشعوب العربية؛ لا يمكن أن تقف على الحياد.. دائما تأخذ موقفاً متطرفاً حين يكون الأمر بين اثنين حتى لو كان الاثنان البصلة وقشرتها..!
في بداية الحرب الروسية الأوكرانية.. قالت غالبية العرب: فخّار يكسّر بعضه.. والآن ترانا نتطاير مع الفخّار المتطاير.. ترانا لا نعرف أن (نقعد ساكتين ومنطمّين كمان).. بل لازم يكون لنا في (كل عرس قرص).. لازم نوقّف مع البصلة ضد القشرة أو مع القشرة ضد البصلة..!
قليلون هم الذين ضد الحرب والدمار والتشريد.. تقول: يا رب استرها معنا وبعد دقيقة تقول: خليه يدمرهم..! لا تجد عشاء عيالك هذا اليوم ولكنك تجد أن الحرب ضرورية لتأديبهم حتى لو ارتفعت أسعار العالم وتنسى أمر عشاء عيالك..! تُطأطئ ظهرك كي تخرج حصوة من حذائك المهترئ ولا تخرج نفسك من دائرة الصراع الكبرى بين (النوويين)..! تعجز عن دفع فاتورتك في الكهرباء وأنت تعلم أن فواتير الحرب قادمة إليك لتدفعها من حاضرك ومستقبلك..!
من حقّ الناس أن تتخذ مواقفها.. ومن حقّ أي أحد وقت الحرب أن يكون مع الصاروخ أو مع الأرض التي سينفجر فيها الصاروخ.. ولكن ليس من حقّ أحد أن يتهمك بالخيانة لأنك لست مع بوتين أو لانك ضدّ الحرب.. ليس من حقّ أحد أن يتهمك بالجهل لأنك تريد الحياة للحياة.. ليس من حقّ أحد أن يحشرك غصباً عنك بين القشرة وبصلتها.. ليس من حقّ أحد أن يطلب منك التصفيق لهذا الدمار والزغردة لكل رصاصة تنطلق وكل قذيفة تنفجر وكل صاروخ يجعل عاليها سافلها؛ فقط لأن الأمريكان داخلون على الخط.. الأمريكان كالشيطان داخلون في كلّ شيء ولكنّ الانسان يبقى انساناً ويجب أن يبقى ضد الحرب وضد الموت وضد الفواتير القادمة بعد قليل إليك وأنت لم تجد بعدُ من يدفع عنك فاتورة كهرباء جرس بابك الذي لم تستخدمه قط لأن بابك بلا جرس..!
الدستور