تقول المعلومات أن شهر رمضان المقبل سيشهد تصعيداً اسرائيليا في القدس، ومنذ الآن تتسرب المعلومات حول خطط اسرائيلية من أجل الآنتقام مما حدث في شهر رمضان العام الماضي.
هذه تحذيرات مبكرة، والمعلومات تعرفها اطراف مطلعة وعلى رفعة في المستوى، ومنذ الآن تجري اتصالات من اجل منع اسرائيل من العبث في المسجد الاقصى خلال شهر رمضان المقبل، ولا احد يعرف اذا كانت اسرائيل سوف تتجاوب فعليا، ام انها ستترك المجال مفتوحاً للجماعات المتطرفة لتنفيذ مخططاتها داخل المسجد الاقصى خلال شهر رمضان المقبل، بما يعني اننا امام وضع حساس جدا، قد يؤدي الى تداعيات كبيرة، في ظل وجود مئات الاف المقدسيين والفلسطينيين في المسجد خلال رمضان، وعبر اوقاته المختلفة، ومن بينها صلاة الجمعة، او صلاة الفجر، وبقية الصلوات، اضافة الى طبيعة اليوم ذاته من حيث تركز الناس في المسجد خلال شهر الصيام .
الاقتحامات الاسرائيلية لم تتوقف، وقد اشير مرارا الى ان عدد المقتحمين خلال آخر عامين، اي 2020، و2019، تجاوز الستين الف شخص، على شكل موجات متقطعة اقتحمت الاقصى.
التحذيرات في القدس اليوم، تتعلق بيوم الخميس المقبل، حيث من المتوقع ان تحدث اقتحامات كبيرة، من جانب جماعات المعبد للمستوطنين المتطرفين ، بذريعة إحياء أول الأعياد اليهودية لعام 2022، وهذا يثبت ان لا فرق بين الحكومة الاسرائيلية الحالية، والحكومة الاسرائيلية السابقة التي كانت برئاسة نتنياهو، فالحكومتان تمثلان الاحتلال، وما فيه من تنويعات سياسية، كلها تصب لصالح مشروع الاحتلال، وتغيير هوية القدس الدينية والاجتماعية والتاريخية.
لم نبالغ حين نقول ان كل التواقيت اليوم، خطيرة، فالعالم في اوروبا واميركا مشغول بحرب روسيا واوكرانيا، وكلفة ذلك عليهم، ولا احد لديه الوقت لأي مداخلة سياسية للضغط على اسرائيل لوقف سياساتها، فيما العالم العربي هش وضعيف، ومشغول بالبحث عن القمح وكل همومه تدور حول زيت القلي، والمواد الغذائية، ولا تهمه ازمة الاقصى، ولا احتلاله، و لا ما يعنيه المشروع الاسرائيلي من مخاطر تتسم بالتمدد في كل العالم العربي، بوسائل مختلفة.
منذ الآن يتم التحذير من يوم الخميس المقبل، ومما قد يحدث في رمضان المقبل، تحديدا، ولا يجوز ان يتم الاكتفاء فلسطينيا وعربيا، بالتعبير عن الموقف من زاوية ان هذا مجرد مسجد يتعرض للخطر- على الرغم من مكانته- وهذا ما نراه في تعبير وزير الاوقاف الفلسطيني الذي يندد بالتصرفات الاسرائيلية، برغم معرفتنا جميعا ان القصة في اساسها قصة احتلال، ولها ظلال سياسية توجب تحركا من نوع مختلف، لا تقديم القصة من زاوية مجرد مسجد مهدد.
الرهان على الفلسطينيين في القدس، هو الاهم، فقد اثبتوا مرارا انهم حراس المسجد، وحماته، وبين ايدينا ادلة كثيرة على ذلك، وهذا يعني ان اي مغامرة اسرائيلية داخل الحرم القدسي خلال الفترة المقبلة، لن تكون مجرد نزهة كما يظن الاحتلال، بل ربما تأتي النتائج اكثر قسوة على الاحتلال، مما رأيناه في نهايات شهر رمضان من العام الماضي، وهي ايام يتذكرها الاسرائيليون جيدا، وينزع بعضهم للانتقام من الفلسطينيين على خلفية ما حدث العام الماضي.
الغد