هناك تشبيك واضح بين ورش العمل في القطاعات التي وزعت على اجتماعات منفصلة في ورشة العمل الكبرى التي تعقد في الديوان الملكي الهاشمي تحت عنوان «الانتقال إلى المستقبل».
التشبيك يقع في تنسيق التوصيات بحيث تخدم بعضها بعضا كي لا تكون جزراً منعزلة فتخرج مثل سيمفونية تعزف لحنا واحدا او هكذا افترض.
لكن أن يخص سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله ورشة عمل قطاع السياحة بحضوره جانبا من نقاشاتها فهذا يؤكد ما ذهبنا إليه غير مرة بأن السياحة هي مركز وهدف عمل كل القطاعات لارتباطها القوي فيها جميعا ولان الفرص المهدورة فيها أكثر من المستغلة.
هذه قيادة غير مباشرة من الأمير للقطاع وهو ايضا اصرار على الانجاز فيه لذات القناعة بانه كنز مفقود ولذات القناعة ايضا بأن المنافسة من حوله حادة.. وهي لذات الوقت دعوة لقياداته من القطاعين العام والخاص بألا يضيعوا الفرصة..
الأمير يبدو على قناعة بأهمية هذا القطاع في قيادة النمو الاقتصادي وتحقيق تدفقات من العملات الصعبة وتوفير فرص عمل كثيفة.
هذه قناعة يجب أن تترسخ وتتمدد خلافا لقناعات بعض قيادات القطاع بأن المنافسة بعيدة، وأن الدول من حولنا يلزمها وقت كي تلتحق بركب ما تحقق في الاردن وهذه قناعة غير صحيحة لان من لا يشاهد الصعود الصاروخي لقطاع السياحة في تلك الدول هو كما ينكر الضوء في عز النهار ومن يعتقد أن هذه الدول لا تسحب من رصيد السياحة الاردنية هو كم يتعامى عن الحقائق الصارخة او انه يحب ان يكتفي بالفتات السياحي ان تساقط من على موائد السياحة في تلك الدول وهو لا يرى في الاردن مقصدا سياحيا بحد ذاته!
هذا النوع المتردد من القيادات يجب ان يخلي موقعه لقيادات اخرى مبادرة وجريئة اذ يكفيها تعطيلا وعرقلة لانطلاقة هذا القطاع من قمقمه الذي قيدوه فيه!
السياحة تتربع على رأس الأولويات, وقد عبثت فيها أصابع عديدة حولتها مرة عن أهدافها وهمشتها مرة وأعاقتها مرات, لكنها بالطبع أضاعت فرصاً عديدة كانت في متناول اليد.
هناك في الحكومات من يخجل من الحديث عن السياحة فهو يعتقد أنها تعني الانفتاح وأحياناً يبرر وقوفه ضدها بأنها قد تغير سلوك المجتمع وقد تخترق جداره المحافظ وهذا ليس صحيحاً.
توصيات ورشة عمل قطاع السياحة يجب ان توضع على طاولة التنفيذ وان يتم وضعها بتوافق بين القطاعين العام والخاص بغض الطرف عن بعض الاعتراضات هنا وهناك فلا وقت كي نهدره بعد.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي