القمح مادة استراتيجية باعنباره مكون أساسي في الأمن الغذائي للشعوب وهو وا حد من ثلاث حبوب منتجة عالميًا، الذرة والشعير ( أصبح خبز الشعير مطلبًا للناس بعد أن كان غذاءً للحيوانات).
ويعتبر خبز القمح هو الغذاء الأساسي لملايين الناس، وهناك نوعين من القمح الأول: القمح الصلب ويزرع في المناخات الحارة والجافة.
وكان جنوب الأردن في سهول مآدبا والكرك وسهول إربد والرمثا أكثر انتشارًا وكان يُدعى بلغة الفلاحين في ذلك الوقت (قمح قطمة) ويستخدم هذا النوع في صناعة المعكرونة. أما النوع الثاني: القمح الطري ويزرع في المناطق الباردة والرطبة وتعتبر روسيا وأوكرانيا المصدريَن لهذا النوع من الحبوب لدول الشرق الأوسط وخاصة مصر التي تستورد ملايين الأطنان منه، ويستخدم هذا النوع في صناعة الخبز.
ونحن في الأردن نستورد ما يقارب 90 % من حاجتنا للقمح وأعتقد من الولايات المتحدة الأمريكية. علمًا بأن الأردن كان مكتفيًا من إنتاج القمح في سنوات سابقة.
ولكن لماذا أصبحنا نستورد قمحنا "الغذاء الأساسي للناس"؟ للإجابة أستطيع القول بأنه في غفلة من الزمن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال منظمة (USAID) تزويد الأردن بالقمح مجانًا (هدية من الشعب الأمريكي) وبطبيعة الحال لم يكن بمستوى جودة القمح الأردني الذي كان في معظمه يزرع في سهول الأردن.
وبدأ القمح الأمريكي يتغلغل بين أوساط التجار ويُباع بأسعار رخيصة، وللأسف لم يكن لحكومتنا في ذلك الوقت رؤية حول الأمن الغذائي.
وكان الفلاح الأردني المورد الرئيس لمحصول القمح للحكومة من خلال وزارة الزراعة وكان سعر طن القمح متدنيًا على ما أذكر 400 دينار للطن وفي بعض الأحيان يكون السعر أقل حسب نظافة القمح من الشوائب.
حتى أن أحد المزارعين عبَر عن ذلك بقوله: (نصرف بالقطعة على الزراعة أي مصاريف الحراث والحصيدة .... إلى آخره من مصاريف ثم نستلم المبلغ بعد فترة زمنية من الحكومة كاملاً وأحياناً لا يُغطي التكاليف). وبعد فترة زمنية حلت العمارات والفلل ومزارع الزيتون محل زراعة القمح حتى شارع وصفي التل (الجاردنز) أي عمان الغربية كانت مصدر غذائي لا يُقدر بثمن.
ماهو المطلوب في ظل حرب روسيا وأوكرانيا؟
على حكومتنا أن تضع استراتيجيات للأمن الغذائي والمحافظة على ما تبقى من أراض زراعية.
الحرب الروسية الأكرانية يجب أن تكون درسًا لمختلف دول المنطقة من حيث تأمين الأمن الغذائي لشعوبها والإكتفاء الذاتي.