تحدثت أمس عن التطوير بالتقليم، وأن الحكومة استخدمت من قلموا بالفاروعة". والفاروعة لمن لا يعرفها عبارة عن بلطة حادة جدا يستخدمها أعداء البيئة الحرجية للتحطيب. والتحطيب لمن لا يعرفه هو الاعتداء على الشجر وتقطيعه للإفادة منه في التدفئة! يعني إتلاف البيئة تحقيقاً لهدف صغير يمكن تحقيقه بأكثر من وسيلة أرخص ثمناً.
نعود إلى موضوعنا: "القرامي" والقرامي هي انتفاخات في أسفل شجرة الزيتون أشبه بتورمات أو درنات، كان المزارعون يستخدمون القرامي لزيادة الشجر، أو ما يسمى بالتكاثر. فيختارون بعض القرامي ويزرعونها. والمشكلة هنا أن القرمية تنتج نفس ما أنتجته الشجرة الأصيلة فتكرر ذاتها. وهذا ما يسمى إعادة إنتاج الأصل دون أي زيادة مع بعض النقصان في أحيان كثيرة.
والفرق بين التقليم والقرامي، هو أن التقليم يعطيك منتجاً جديداً كأن تضيف تفاحاً إلى شجرة سفرجل، أو تضيف ورداً أحمر إلى وردة بيضاء، وهكذا، ففي التقليم جديد إذا لم نستخدم الفاروعة، أما القرامي فلا تعطيك جديداً.
إذن، لماذا يستخدمون القرامي ما داموا يعرفون أنها لن تأتي بجديد؟ وما هي إلا شكل من إعادة إنتاج الأصل، فهل يتوقع صاحب مزرعة جديداً من القرامي؟ القرامي تعايشت في ظل شجرة الزيتون، وربما كانت جسماً طفيلياً يحتاج إلى غيره كي يعيش!!
تطورت الزراعة كثيراً :
تكاثر بالعقلة، وهي الاعتماد على أغصان شابة، وتكاثر بالتعديل الوراثي، وتكاثر بالترقيد، وتكاثر بالأنسجة وزراعة الخلايا، وتكاثر بالبذور، أضف إلى ذلك زراعة البلاستيك والزراعة دون تربة... الخ.
نعم تطورت الزراعة كثيراً ، وإذا أصرّ صاحب المزرعة على الاكتفاء بالقرامي، فسيندم كثيراً، لأن العالم في تقدم ولأن في المجتمع الأردني عقلاً وبراعم جديدة يجدر استخدامها. فالزراعة لن تتقدم إلا بالأدوات الجديدة. والقرامي لا محل لها الآن على الرغم من غلاوتها عند صاحب المزرعة
ملاحظة
بعضهم يستخدم القرامي للاستدفاء بها من شر البرد