في مسرحية فيروز و الأخوين رحباني " يعيش .. يعيش " الشهيرة ، هناك مَشهَد ساخر يمثل التصريحات التي يدلي بها المسؤولون بعد عودتهم من رحلة عمل.. حيث يسأل الصحفيون المسؤول :
كيف كانت الرحلة ؟
فيرد المسؤول :
كانت جيّدة.
يعود صحفي او صحفية أخرى، فتسأل المسؤول :
وماذا عن القضايا العالقة بين البلدين ؟
يُجيب المسؤول:
ما زالت عالقة.
هذا في المسرحية التي قدمتها السيدة فيروز والإخوان عاصي ومنصور رحباني على مسرح " البيكاديلي " في بيروت عام 1970.
وفي زماننا يتكرر ذات المشهد.
ف المسؤول او الوزير... يحب " التصريح " حتى لو لم يكن لديه معلومات كافية و وافية عن الموضوع. وربما يعتقد أن الناس سوف تظن به سوءاً ان هو لم يصرح حتى لو كان " غايب فيلة "
وبما انه صار " وزيراً " أو " مسؤولاً " فيجب ان يفهم في " كل شيء " من شؤون وزارته الى " القنبلة النووية "... الى " المختبرات البيولوجية ".
تابعتُ مسؤولا في الإدارة الأمريكية يتحدث عن غزو روسيا ل اوكرانيا .
ولاحظتُ انه لا يجيب على " كل " الأسئلة. وأحياناً يكون رده :
" لا أعرف.. وليس لديّ معلومات مؤكّدة " .
او يقول " سوف استفسر من الجهة الفلانية وارد عليكم لاحقًاً ".
بعض المسؤولين عندنا ، يعشق " التصريحات " ، خاصة أمام " إغواء عدسات التلفزة والصحافة بما فيها المواقع الالكترونية ".. فيقول كلاماً غير واضح وغير مفيد.
مجرد كلام إمام وسائل الاِعلام.
والجمهور لا يصل إلى نتيجة ولا قناعة.
ليس عيباً الاّ يعرف السيد المسؤول عن " كل شيء " ..
العيب أن يقول " اي شيء "..!