بتقديم الولايات المتحدة الامريكية للدولة الاردنية منحة قدرها 1.650 مليار دولار تكون الولايات المتحدة بذلك قد اكدت كما دأبت ان تفعل على مكانة ودور الاردن البناء في المنطقة وهذا يدل دلالة واضحة على حجم العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين كما يؤكد في ذات السياق اهمية الاردن ومكانتها الجيوسياسية في حفظ امن المنطقة والذود عن مستقراتها وهو يقع وسط منطقة ما فتئت تعيش حالة من المخاض السياسي منذ اندلاع ثورات ما عرف بالربيع العربي وما نتج عنها من مآلات طالت الحالة الامنية الاقليمية كما الظروف الانسانية والتي كان للاردن دورا بارزا فيها عندما استضاف اكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري كما حال دون انزلاق تداعيات المشهد السوري للعمق العربي.

والاردن واذ يثمن عاليا هذه المبادرة في دعم مسيرة التنمية والنماء انما ليؤكد مضيه بارساء مناخات السلم الاقليمي والتعاون البناء وفي ترسيخ مناخات الاستقرار للمنطقة وشعوبها لتبقى منطقة مهد الحضارات واحة للسلام والتعاون المشترك وهو ما يتطلب من الادارة الامريكية الاستجابة لدعوة جلالة الملك من اجل اطلاق مفاوضات فلسطينية اسرائيلية جادة تفضي لحل عقدة النزاع في المنطقة من على الاسس التي كفلها القانون الدولي ووفق معادلة حل الدولتين وضمن اطار الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.

ان صوت العدالة الذي كان شعارا للحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن وهو الصوت القيمي الذي نريده ان يكون عنوان في نصرة الشعب الفلسطيني على حساب صوت القوة التى وقفت عليها اسرائيل طيلة السنوات الماضية بقررات احادية وسياسات حالت دون تطبيق قرارات الشرعية الدولية وكما حالت دون الوصول بالمنطقة الى الحالة الطبيعية بين مجتمعاتها على الرغم من قيامها بعلاقات دبلوماسية على الصعيد الرسمي الا ان هذه العلاقات مهما توسعت لن تحقق مناخات الامان للمنطقة وشعوبها على المستوى الذى يسمح للجميع بايجاد شراكات طبيعية بين شعوبها وهذا ما يتطلع اليه جلالة الملك ليكون عنوان للمشهد القادم فى المنطقة لتعود الامال من جديدة لكل المؤمنين برسالة السلام بأن طاولة الحوار هي المكان الافضل والاسلم لحل النزاعات ولايجاد حلول يقبلها الجميع وتحفظها الاجيال.

ان الرئيس جوبايدن وادارته معنية بتحقيق انجاز تاريخي يضاف لمنجزاتها بعد ان نجحت بالتصدي لجائحة الوباء عندما قدمت مجهودات محمودة للانسانية والبشرية بهذا الاتجاه كما تقوم بمساعدة الشعب الاوكراني بمحنته فانها مدعوة لتغيير المشهد من اوكرانيا الى فلسطين لتحقيق منجز تاريخي سيسجل لها اذا ما استجابت للصوت العقلاني في المنطقة الذي تجسده القيادة الهاشمية في مسعاها لارساء قواعد الامن والاسقرار للمنطقه وشعوبها.

ان رعاية الرئيس جوبايدن والادارة الامريكية لاطلاق مفاوضات جادة تفضي لتنفيذ ما اتفق عليه من مقررات جاءت بكل الاتفاقيات الموقعة والمقررات الدولية وهذا ما سيعمل على تكوين حالة اقليمية متصالحة مع ذاتها وستصبح المنطقة قادرة فى حفظ ميزان الضوابط والموازين الاقليمية بما يحقق السلم الاقليمي والسلام الدولي ويقول الجميع... شكرا امريكا .