العرب في عين العاصفة الروسية -الاوكرانية
مأمون مساد
13-03-2022 12:13 AM
لا تعني مسافة 5317 كم ما بين روسيا، واول دولة عربية في المشرق العربي (العراق) أن العرب بعيدون عن مرمى العاصفة العالمية التي تمتد حتى الولايات المتحدة الأمريكية (8881 كم)، فالمسافات اليوم لاتعني شيئا خصوصا ونحن نقول بأن العالم قرية صغيرة لا ينفصل بالحدود والسياسة والاقتصاد والفكر .
منذ نحو اسبوعين وربما قبل أشهر والعالم يضع يديه على قلبه وصدره من تبعات الازمة بداية والعمليات العسكرية تاليا ، وتقلبت الأسواق العالمية لأسعار السلع الأساسية وأسعار الطاقة صعودا سريعا ومضاعفا في بضعة أيام قليلة ،وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2008 فوق 130 دولارا للبرميل، ليس بسبب العمليات العسكرية الروسية في اوكرانيا فحسب ،بل بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضت على موسكو ومنتجاتها ومعاملاتها التجارية،وتصدر روسيا وأوكرانيا، اللتين تعرفان بـ»سلة خبز أوروبا»، نحو ربع إنتاج القمح العالمي، ونصف منتجات دوار الشمس، مثل البذور والزيت. وتبيع أوكرانيا أيضا الكثير من الذرة على مستوى العالم ، إضافة إلى الاسمدة التي تحتل الصادرات الروسية المرتبة الأولى رغم أنها ثالث دول العالم انتاجا
وفي عالمنا العربي لبنان يستورد نحو 50 في المئة من الحبوب من أوكرانيا، وتعتمد دول مثل اليمن، وسوريا، وتونس ودول الخليج على المستوردات الروسية والاوكرانية التي مع توقفها وارتفاع أسعار الطاقة دب جنون الأسعار ملموسا على أسعار السلع التي شهدتها دولنا العربية بدء من مصر التي ارتفعت فيها الأسعار ما بين 20 -50%، على سلع مثل أسعار اللحوم ، أسعار الخبز وتعدى الارتفاع من السلع الغذائية إلى ارتفاع اسعار الحديد ، والاسمدة وغيرها ، والقائمة تطول في اسعار السلع والمنتجات والخدمات التي تقدمها امبراطورية اقتصادية تبلغ ايرادات موازنتها (317.7 مليار دولار).
على الصعيد السياسي فإن روسيا العضو الدائم في مجلس الامن الدولي الى جانب الولايات المتحدة الامريكية ، بريطانيا ، فرنسا ، والصين ، لاعب اساسي في القضايا المنطقة العربية خصوصا في عهد الرئيس بوتين ( ايار 2000) ، كما انها أصبحت تتمتع بعلاقات مركبة مع الكثير من دول الإقليم، تنوعت ما بين أُطر التعاون الاقتصادي، ونُظم التعاقد التسليحي والعسكري، فضلاً عن مسارات الدعم الاستخباراتي المتبادلة،فهي حاضرة كداعم اساسي للنظام السوري و تدخلت عسكريا فيها منذ أيلول 2015 ، كما حضرت في ليبيا و تجلّى النشاط الروسي هناك على نحو أكبر خلال السنوات القليلة الماضية على الجبهة الدبلوماسية - وسط سعي موسكو إلى تصوير نفسها كوسيط - ومن خلال نشرما يسمى بالمقاولين العسكريين الخاصين مثل «مجموعة فاغنر»، بالاضافة الى مواقفها من قضايا الصراع العربي الاسرائيلي ، نجد موقفا يتبلور تجاه قضية سد النهضة والخلاف المصري – الاثيوبي ، وبالتالي فإن العلاقات الروشية واشتباكها السلبي والايجابي مع القضايا العربية ، يجعل الدول العربية حائرة في مواقفها ومترددة بالانحياز لأي من طرفي الصراع .
التفكير والموقف والقرار العربي الفردي لا يعني شيئا في صراع يكاد يصل الى التصنيف الاممي اذا نظرنا الى الاشتباك الروسي والامريكي والاوروبي في قضايا الصراع السياسي والعسكري والاقتصادي حول العالم ، لذا فالعرب في عين العاصفة عليهم ان يقفوا موقف موحدا يعكس قوة اقتصادية وجغرافية وسياسية .
الدستور