قراءة في المشهد التحضيري للانتخابات القادمة
فيصل تايه
12-03-2022 09:58 AM
لا تقتصر سخونة المشهد الانتخابي القادم على أجواء التحضيرات الداخلية للمعركة الانتخابية المقبلة لمجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان ، فالهيئة المستقلة للانتخابات أكملت الإجراءات الإدارية والتنظيمية والفنية لهذا الاستحقاق الانتخابي ، حيث الاستعدادات جارية على قدم وساق ، وبما يحقق نجاحها بصورة شفافة ونزيهة ، لكن الكثيرون يبدون حماساً كبيراً وتفاعلاً مصحوباً بالتفاؤل بإمكانية احداث تغيير كبير في خارطة مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان ، إلا أنه في المقابل لا زال هناك جدل واسع بشأن التركيز على المسؤوليات التي ستواجه تلك المجالس القادمة التي تحتاج إلى أبناء وطن يمتلكون القدرة الحقيقية على مواجهة كل التحديات بكل همة ومسؤولية .
اننا ونحن نتابع المشهد الانتخابي بمختلف جوانبه ، نرى ان المرشحين قد اكملوا تجهيز عدّتهم وتحالفاتهم والتركيز على قوائم ناخبيهم بالعودة الى قواعدهم الشعبية الانتخابية ، وضمن رؤيتهم للواقع المنتظر والمتوقع ، مع الاشارة هنا الى انّ الحلبة الانتخابية تشهد منذ مدّة حرب استطلاعات متوقعة في حساباتها وتقديراتها ، بحيث لا يعرف أيّ منها التي تقارب المشهد بشيء من الدقة، وايّ منها التي ترمي أرقاما ونسباً وهمية غير المستندة الى واقع المناطق الانتخابية وأمزجة الناخبين فيها ، ما أرخى على امتداد المشهد الانتخابي غموضا صعّب على المواطن الركون الى أي منها.
وبالتوازي مع ذلك ، تدور حركة اتصالات بكثافة وزخم ملحوظ بين الأطراف المختلفة في هذه الفترة ، لبناء التحالفات وترسيم الجبهات الانتخابية وتحضيرها لما يمكن ان توصف بسباق الجولات الأخيرة ، حيث يؤكد المراقبون ان هذه السباقات ستكون خلال الأيام القليلة القادمة الأكثر ضراوة من المنافسة الانتخابية ، لكن التخوفات الحاصلة ان اللافت للانتباه في هذا الجانب هو انه على الرغم من الشهية المفتوحة للاستعراضات ، الا ان الخشية من الضعف على الاقبال على صناديق الاقتراع أمر يستدعي الوقوف والرهبة لدى السادة المرشحين ، فهذا الامر قد يعتمد على سعي المرشحين الى سرعة بلورة صورة الثقة بناخبيهم قبل اليوم الموعود .
نعود الى القول اننا وحين نقرأ المشهد الانتخابي القادم ، وما هو متوقع فيه ، نجد اصرا السيد الناخب على اختيار شخصيات لها وزنها الحضوري وثقلها وتأثيرها على أرض الواقع خاصة في التعامل مع مجمل القضايا المصلحية والأمور الخدمية ، فالتغيير محتمل في شخوص المرشحين ، ورغبة المواطنين في اظهار دماء جديدة امر متوقع ، ما يمكن أن ينعكس على المشهد القادم ، ويجعله أكثر فاعلية ، فالسيد الناخب بات ينظر بعين الأمل لأي تغيير قادم في واقعه الاقتصادي والاجتماعي والخدمي ، لأن هذا ما يهمه فعلاً ، فضلاً عن تجسير الثقة بين المواطن والدولة ، وبما ينعكس بالإيجاب على الشارع عموما ، وبما يحقق تغييراً ملموساً على حياة المواطن .
وأخيرا ، ونحن نسير في الطريق إلى "يوم الانتخابات" سنرى علو الأصوات أكثر وأكثر ، وسنشهد منافسة حامية، ونشاهد مختلف أنواع الدعاية الانتخابية ، التي نأمل أن تكون دعاية انتخابية "نظيفة"، متمنياً أن يعي كل المرشحين أنه من خلال التجارب الانتخابية السابقة تغير منطق الناخب الأردني ، فلن أقول إنه أصبح أكثر وعياً ، بل سأكتفي بقول إنه "تغير" وباتت لا تغريه قصص الأكشن التي لا تجلب له إلا متعة مؤقتة، وبات أكثر إدراكا بأنه يريد نتيجة ، فالأمور بخواتيمها ، فالمرشح الأحق بالصوت هو من سيحصد لنا نتائج تحسن من جودة حياتنا، أما الجعجعة دون طحين التي أصبحت لا تغرينا، ولا تلهينا عن الدور الفعلي .
والله المستعان