وسط حالة احتدام شرقية وغربية في شمال العالم وحالة من الترقب عنوانها الحياد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا تنعقد القمة العربية في الجزائر بعناوين ظاهرية حددها جدول الاعمال المتفق عليه واخرى باطنية تبحث بعمق تداعيات المشهد العالمي
بعد ان انزلقت اول دولة اوروبية في اتون تلك المجتمعات (غير الامنة غير المستقرة) منذ مائة عام لاحقة بمثيلاتها في الشرق الاوسط في العراق وسوريا واليمن وليبيا كما في السودان والصومال يأتي ذلك مع انعقاد مؤتمر فرساي الذي يذكر الامة بمحطة التقسيم التي المت بها منذ اكثر من قرن هذا اضافة الى عناوين اخرى تبرزها مسالة تخفيف وطأة الحدية بين البلدان العربية واسرائيل نتيجة التوافقات الامنية للتعاطي مع اسقاطات المشهد الاقليمي والدولي.
الجزائر التي تستضيف القمة العربية تعتبر من الدول الاقرب سياسيا للمعسكر الشرقي بزعامة روسيا واخذ يشاركها ذات الموقف الحياد بميول شرقية كل من السعودية والامارات بينما تقف سوريا في الاتجاه الروسي وتقوم مصر والعراق والاردن بحفظ التوازن في ميزان الضوابط والموازين في العصب الحامل لميزان الاحداث تلك هي الصورة التي سيذهب على ارضيتها القادة العرب لقمة الجزائر والتي باتت تشكل فيها الجزائر رمزية سياسية ظرفية للتوافق العربي بعد نموذج زينلسكي في اوكرانيا ذلك لان المنظومة غير القادرة على حماية اوكرانيا من الغزو هي غير قادرة على حماية اية نظام عربي من العدوان وهو المعادلة التي باتت تكون عنوان توافق بين الكثير من المحللين ويستدعي من الجميع البحث عن بدائل بعد اخفاق الحماية الاممية بفرض ايقاع السلم الدولي وابتعاد الجميع عن الاحتكام القانون الناظم للعلاقات الدولية واصبح القانون الاداة الضعيفة امام سطوة القوة واطماع السيطرة فان الحماية الدولية ان لم تكن كاملة وشاملة عادلة فان بديلها لن يأتي الا عبر حماية ذاتية تقررها الامة بذاتها لذاتها من اجل المحافظة على دورها وارساء رسالتها.
وهو ما دأب الحديث حوله والتاكيد على عناوينه جلالة الملك عبدالله الثاني بكل لقاءاته حتى للامة كيونتها وتبقى القضية المركزية للامة عند سلم الاولويات كما تصبح الامة فيها قادرة على حفظ امنها وحماية ثرواتها اضفاء حالة منعة تذود عن مستقراتها وهى العناوين الجامعة التي من المفترض ان تشكل الارضية لاعادة التموضع في السياسية العامة للامة وهي منسجمة مع التطلعات الشعبية التي مازالت ترنوا لعودة دور الامة لمكانتها وتشكيل رافعة مركزية لقضاياها وحامية رئيسية لانظمتها ومكانة مجتمعاتها وان كانت هذه التطلعات من الصعب تجسيدها في هذه المرحلة فان مجرد انعقاد القمة العربية بحد ذاتها يعتبر انجاز لكثرة التدخلات الدولية باجواء انعقادها هذا اضافة لحالة التقاطعات البنية التي تخيم على ارجاءها وميزان تضاد الذي تعبر عنه المصالح البينية والتي تسيطر على سياساتها في ظل دخول الدول العربية بتجاذبات عنوانها التحالفات الاقليمية اضافة لاجواء الاستقطاب الدولي بين المعسكرين الشرقي والغربي وهي مؤثرات مازالت تبعد الامة عن ذاتية حضورها في المشهد الاقليمي والمسرح الدولي.
عنوان الجزائر قد يشكل حالة لمنطلق عربي قويم تنتفض فيه الامة على ذاتها بعد أن وصلت الى قاع المنزلق بما يمكنها من اعادة دورها مع احتدام حالة التجاذبات الدولية السائدة والاردن كان على الدوام يشكل ذات العصب الحامل لموروث رسالتها لاسيما في مفاصلها التاريخية وها هو التاريخ يعيد نفسه باسقاطات المشهد التاريخي المعاش.