ماذا سوى جسدٍ وبارْ
وفتاةِ ليلٍ في النّهارْ
هجعَتْ على فُرُشِ المحاجرِ والعيونْ
وعلى الأسرةِ في الجفونْ
وعلى المقاعدِ والمَناضِدِ والصّحونْ
رقَصتْ على شفةِ " المُحاسبِ "
وهْوَ يَضْحكُ ل " الزبونْ "
جَسَدٌ وبارْ
وفتاةُ ليلٍ في النهارْ
هي هجرة ُ الشعب الفلسطينيِّ من " عارٍ " ل " عارْ "
هي ثوْرةٌ أضحتْ جمادا ً لا تثورُ
ولا تثارْ
***
يا أيها المتفَلسِطونْ
يا أيها المتسلطونْ
ما عاد " دحلان ٌ " وحيداً
كلكمْ متدحدلونْ
ماذا ترى تخفي لهذا الشعب أرحامُ السنينْ
شمطاءُ عاقرُ كيف تحلمُ بالبناتِ وبالبنين ْ
لا كنتِ يا أُمَّ اللصوصْ
لا كنتِ يا أمّ الهزائمِ والنكوصْ
أُبصقْ عليهم أيها الوطنُ المجللُ بالهزيمةْ
أبصُقْ ، فقد عادت " حليمة ْ "
يا ثورةً أضحت ملاذاً ل " الزناة ِ " الطاهرينْ
المُلحدينَ بكلِّ دينْ
القاطعينَ لنا الوَتينْ
قتلوكِ أبناءُ اللذينْ
نهبوكِ نهبا ً بالشمال ِ وباليمينْ
يتظاهرون على " الرواتب ْ "
يتقاتلون على المكاسبْ
ملعونةٌ هذي البيارقُ حين تخفِقُ ل " الهواءْ "
ملعونةٌ هذي الخنادقُ حين تُحفَرُ ل " البغاءْ "
ملعونةٌ هذي البنادقُ حين تطلِقُ ل " الوراءْ "
ملعونةٌ هي منذ أن قطِعَ اللسانُ
ومنذُ أنْ نَطَقَ " الحذاءْ "
كنا إذا جُعنا نجيءُ إليكِ نطرُقُ كلَّ بابْ
ونعودُ نقذِفُ = إنْ شَبعنا =
صحنَ وجهِكِ ب " الذبابْ
يا ثورة الأبَواتِ والعَبَراتِ والدمِ والسّعارْ
ماذا بنيتِ سوى الدمارْ
ماذا حصدنا منكِ غيرَ القحْطِ في زمن الغِمارْ
ماذا جنيت ِ سوى السِّفارْ
وسوى البحارْ
وسوى الدوارْ
بالله يا عضوَ اللجان ويا جنابَ المستشارْ
ماذا كرعتَ سوى دمي
- ذاكَ المُعَتّقَ في الجرارْ -
شبعان تزأر في قصورِكَ قطة ٌ ويموءُ فارْ
والشعب عندَكَ كستناءْ
حَطبُ المواقدِ في الشتاءْ
شعب حزينْ
بردان َ ينبشُ في تلال التبْر ِ عن فحم ٍ دفينْ
كل الذي يرجوه عطشانٌ سجينٌ دون ماءْ
دلفٌ يُطقْطِقُ في إناءْ
ما همَّه عزفُ الجداول ِ حين تنهمرُ السماءْ
حتى إذا قدَحَتْ سنابكها الأصائلُ في الحصارْ
يطل عنترة ُ الفلسطينيُّ من بين الغبارْ
يطل ممتطيا " حمارْ "
ويغيبُ ممتطيا ً " حمارْ "
***
من أين أعبُرُ والمسافة ُ بيْننا حبلُ الوريدْ
من أين لي يا ربُّ " ذو قرنيْن ِ " يولدُ من جديدْ
يغزو بنا يأجوجَ أوْ مأجوجَ ،
أو يبني " سدودْ "
من أين ، حتى لو أتى ،
من أين لي " زُبَرُ " الحديدْ
حتى وإنْ ...
لا " حيل " عندي كي أشدَّ
ولا " أكف ّ " ولا " زنودْ "
من أين أعبرُ
هل أطيرُ عن الحدودْ
من أين _ ربي _ والقيودْ
" جنٌّ " تدلى سدَّ باب َ الأفْقِ دونكَ بالبُروق ِ
وبالرعودْ
والتيهُ يضرِبُ كالجذورْ
شجرٌ من الصَّبارِ ينبتُ في الأظافر والنحورْ
شجرٌ ونارْ
جسدٌ و " بار ْ "
وَطنٌ تمَترَسَتِ الغياهبُ فيه ِ
وانكفأَ النهارْ ! .