نحو مؤتمر لنظام دولي جديد في أبو ظبي
مؤمن الصبيحي
10-03-2022 12:43 AM
بغض النظر عما سيؤول اليه تطور الحرب في أوكرانيا فإننا نواجه حقيقتين، الأولى انه وإن صمتت المدافع قريبا فإن الحرب الاقتصادية بين روسيا وأوروبا وأمريكا ستظل قائمة بأثارها ومجرياتها إلى سنوات قادمة وستنعكس على اقتصادات كانت مستقرة ستجد نفسها أمام واقع جديد تكشفت فيه وقائع لم تكن في الحسبان سواء في النظام المالي الدولي او التعاون الاقتصادي المشترك في المشاريع العابرة للدول، ستحتاج أوروبا وروسيا على السواء في ضوء الواقع الجديد إلى إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية وضمانات عدم تكرار السيناريو الحالي مجددا.
اما الحقيقة الثانية فهي أننا نشهد تصدع وبداية انهيار في النظام العالمي المستقر إلى حد كبير منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فالذين يراقبون المشهد الدولي في الصين والهند وجنوب شرق آسيا يدركون انهم أمام مخاطر تحول الصراع البارد في تلك المنطقة من العالم إلى صراع ساخن في بحر الصين والمحيط الذي قد لا يستمر هادئا، ومن هنا فإن علينا الاعتراف أن العالم أصبح بحاجة إلى نظام عالمي جديد يضع أسسا جديدة للسلم الدولي تتوافق عليها الدول والشعوب على حد سواء، وبالطبع فإن ذلك لن يكون سهلا ولكنه ليس مستحيلا، ويحتاج إلى خطوة أولى من مسيرة طويلة،، خطوة تنزع فتيل البارود وتدفع إلى موائد الحوار التي ينبغي أن يشارك فيها المفكرون قبل السياسيون.
ان دعوة راشدة إلى مؤتمر دولي للسلام تبدو قضية ملحة وفي أقرب وقت،، مؤتمر يشتمل على غرفتين للحوار واحدة للسياسيين في مواقع المسؤولية وأخرى للمفكرين الكبار من القارات الخمس،، للعمل على وضع رؤية واستراتيجية جديدة للسلم الدولي بما في ذلك إعادة النظر في ميثاق هيئة الأمم المتحدة.
وإذ يقف العرب حتى الان في مقاعد المتفرجين فإن من الحكمة أن تكون تباشر دولة أو دول عربية الدعوة إلى المؤتمر، وأعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقاتها الدولية الواسعة مع كافة الدول الكبرى وأطراف الصراع مؤهلة لتبني الدعوة إلى المؤتمر في ابو ظبي، مؤتمر للبحث في نظام دولي جديد وسلام عالمي جديد