الواقع بين النظرية والتطبيق
عبداللطيف الرشدان
09-03-2022 10:48 AM
لا شك أن في مقدور ايا كان ان يتحدث وان يقول ما يشاء وان يشخص الداء وقد يكون مصيبا او مخطئا وقد يضع يده على الجرح ولكنه لا يستطيع وقف النزف.
تعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل ويحشد لها أشخاص يجيدون قراءة الأحداث وبعضهم لا يجيد ذلك ويقال كلام كثير وتوضع توصيات وتصاغ تحليلات مختلفة وتتناثر الاراء هنا وهناك والجرح يبقى نازفا دون علاج.
هذا هو الواقع المر الذي نعيشه في ظل التنظير وكثرة الطرح وقلة العمل والتنفيذ والمراوحة في المكان ذاته دون تقدم او حل للمعضلات والمشاكل المستفحلة.
الاقتصاد ينزف دما والواقع الإداري مؤلم والأخطاء متراكمة والوعود كثيرة والمتحدثون كثر والألم يعتصر قلب كل مواطن على ما آل اليه الحال.
فالمديونية تزيد يوما بعد يوم وما يترتب عليها من فوائد واقساط والاستثمار في أسوأ حالاته والفقر والبطالة متفشية والجريمة في اتساع وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتدن مستوى الرفاهية والخراب في البنية التحتية وسوء المواصلات والشوارع المليئة بالحفر والمطبات والمصانع التي تغلق وتراجع القطاع الزراعي وتراكم الخسائر هي الطاغية على المشهد العام في الوقت الذي يخرج به بعض المتنطعين ليتحدثوا عن الانجازات والمستقبل الواعد.
الأمر ليس بحاجة إلى ندوات ومؤتمرات فالداء معروف والدواء مشهود ولكن الجدية وصدق النية غائبة ومغيبة والحال ينتظر قرارات وتنفيذ وعمل جاد وإلقاء التنظير جانبا والإصرار على إصلاح واقع الحال.