يسألون عن سبب الحزن في عيني؟ ألم يدركوا بأن فقدان ‫الأب يقتل !!

أبي لو كنت أملك أن أهديك قلبي لنزعته من صدري وقدمته إليك ولو كنت أملك أن أهديك عمري لسجلت أيامي باسمك ولكن لا أملك سوى الكلمات الكثيرة من صادق التعبيرات فلتكن هي هديتي لك.

أبي يا من غرّست حُبّ الله في فؤادي، ورسّخت عقيدة التوحيد في أعماقي، يا من كنت لي أُماً في الحنان، ومعلماً في الأخلاق، وأختاً في النصح والإرشاد، نصائحك نورٌ أسير عليه في حياتي، وابتسامتك ثلجٌ يُطفئ خوفي وألمي، بحر قلبي الواسع أنتِ، وموج عقلي الدافئ أنتِ، وبياض قلبك بدرٌ في سماء نفسي، ومهما وصفتك فلن أستطيع أن أكمل، ليس تهاوناً، ولكن شيء أعمق من ذلك.

ابي انت في دعائي وحديثي وندائي انت الكلام المردد في جوف قلبي انت قلبي وقلبي انت.

انت رجل لن يتكرر في الحياة ابدا ولا يغني غيابة اي احد لا اخ، انت معطف امان في ليالي العمر بعد الله.

ابي الذي كبرني وعلمني وحرم نفسة من امور ليسعدني اللهم ارزقة جزاء احسانه لي الفردوس الاعلى من الجنة.

ابي يا صاحب القلب الكبير يا صاحب الوجه النضير يا تاج الزمان ياصدر الحنان انت الحبيب الغالي وانت الاب المثالي وانت الامير لو كان للحب وساما فانت بالوسام جدير يا صاحب القلب الكبير.

ابي انت باختصار الحياة، لا طعم لنجاح، لفرح من دونك، نتصرف في هذه المواقف بلا مبالاة لغيابك ونحن نتقطع شوقا لكلمة منك لضحكة لدعوة لحضن منك، آه ثم أه والف آه لقد قتلني غيابك وانا على قيد الحياة.

حين يتحدثون عنك يا أبي يهتز شيء بداخلي يقشعر جسدي بكل ألم و حزن وأسى، أفتقدك يا أبي، فقد بعثرني غيابك، اللهم اجعل الجنة دار لقاء لمن حاصرهم الحنين واضناهم الشوق لأحبتهم الراحلين اليك.

عندما فقدتك يا أبي لم أشعر باليتم فقط بل أدركت معنى رحيل الأب المفجع و غياب حنانه من البيت الذي أصبح فارغا بدونه فليرحمك الله يا أبي.

حين أتكلم عن أبي فأنا أتكلم عن عالم، عن دنيا، عن جنة، عن وطن كبير، عن حب لا يموت أبدا.

اشتقت لأب لن يرجع أبداً ولن يأتي مثله أحداً، إذا كانت الأمومة هي الحنان، فالأبوة هي الأمان.

إليك أبي الحبيب، إلى قدوتي الأولى ونبراسي الذي ينير دربي، إلى من علّمني أن أصمد أمام أمواج البحر الثائرة، إلى من أعطاني ولم يزل يُعطيني بلا حدود، حتى وهو في دنيا الآخرة، إلى من رفعت رأسي عالياً افتخاراً به، إليك يامن أفديك بروحي، أبعث لك باقات حُبي واحترامي وعبارات نابعه من قلبي.

وإن كان حبر قلمي لا يستطيع التعبير عن مَشاعري نحوك، فمشاعري أكبر من أسطرها على الورق ولكني لا أملك إلا أن أدعو الله عز وجل أن يرحمك وإن كنا قد حرمنا ينابيع حُبك وحنانك.