بعيداً عن التفسيرات وما يخطر في الأذهان من لحظات شيطانية حول " العنوان" الذي يبدو غريباً، إلا أنه مطلب المنطق عند الحديث عن " اليوم العالمي للمرأة".
أجلست مؤسسات الدولة ومنها المؤسسات الاعلامية المرأة على كرسي أو القيادةفي ولاية يوم أو بعض يوم، ظناً بأن مثل هذا " الضحك " على المرأة إنصاف أو تكريم لها، وهذا من وجهة نظري ليس صحيحاً.
صحيح أن كثيراً من النساء يتولين القيادةً، ونحن نتحدث عن الأردن الذي يهمنا، إلا أن هذه المواقع لا تعكس حقيقة واقع المرأة، حيث أعني التي تستحق القيادة فعلاً ولأي وزارة أو مؤسسة، وفي الوقت ذاته، فإنني أجد أن كثيراً من الرجال لا يستحقون قيادة مؤسسة أو حمل حقيبة وزارية، بغض النظر عن ثقل وأهمية هذه الوزارة وتلك المؤسسة.
على الصعيد الاعلامي ، وعلى طريقة "التكريم لساعات" فإن المرأة الوحيدة التي تولت رئاسة التحرير طوال العقود التي تأسست ونهضت فيها الصحافة الورقية، كانت الزميلة جمانة غنيمات وقد " قعدت على الكرسي" في صحيفة الغد، لا بل " قعدت" على قلوب كثيرين من الرجال، وبالتأكيد أسعدت وأغضبت قلوب نساء كثيرات، ذلك أن آراء وعقول الناس متباينة، فمنهم من يحب ومنهم من يكره أو يحسد، وهذه طبيعة انسانية.
في صحيفة "الرأي الغراء" وكان رئيس تحريرها الاستاذ الزميل سمير الحياري، اذ لا أذكر من اللواتي اختارهن من الزميلات خلال سنوات رئاسته للصحيفة وكلف كل واحدة منهن لتقوم بمهام عمل الرئاسة، إلا إنني ما زلت أذكر النصيحة والعبارة ذاتها لكل واحدة منهن " إقعدي ولا تقومي وخلي رئيس التحرير يضرب راسه بالحيط".
هذه العبارة، هي ذاتها التي أُوجهها للزميلة سيرين السيد التي تسلمت رئاسة تحرير صحيفة "الرأي" ولساعات محدودة محل الزميل الدكتور خالد الشقران، كما هي النصيحة والعبارة لكل الزميلات اللواتي تسلمن المهمة في الصحف الورقية الأُخرى، متمنياً لصاحبات الكفاءة اليوم الذي يأتي فيه " خلعهن للرجال من شروشهم".