التجربة الكورية لا الدنماركية!
حلمي الأسمر
10-08-2010 06:59 AM
صديقي العائد من كوريا الجنوبية مصاب بالدهشة ، جراء ما شاهده هناك ، لا يعرف من أين يبدأ الكلام ، ولا أين ينتهي ، بدأت الأمة الكورية معنا في المنطقة العربية ، أي منذ الأربعينيات ، قالوا له: أنظر أين نحن الآن وأين أنتم،.
قال الكوريون لصديقي ، أننا العرب أغنى منهم في كوريا ، فمساحة كوريا صغيرة نسبيا (أقل من 99 ألف كيلو متر مربع) يسكنها نحو خمسين مليون نسمة ، ولدى العرب - كما قالوا له - يورانيوم وبترول وثروات لا تعد ولا تحصى ، وتكفينا لسنوات طويلة جدا ، فيما هم يستوردون اليورانيوم والبترول وكل المواد الخام تقريبا ، في الخمسينيات كان الكوريون يأكلون من لحاء الشجر ، أما اليوم فهم يصنعون كل دقيقة 12 سيارة هونداي ، وهذه الشركة هي رقم واحد في بناء السفن التجارية ، وهم الآن ينافسون الدول الكبرى في الصناعة ، ويغطون %25 من احتياجات العالم من محطات تحلية المياه ، معدل دخل الفرد 3 - 4 ألاف دولار في الشهر ، لا يوجد فقراء ولا شحادين ، معدل النمو الاقتصادي 9 - %10 وصل إلى %16 قبل الأزمة العالمية الأخيرة ، الثروة الأساسية هي الكفاءات البشرية المؤهلة ، ليس لديهم أي ثروة طبيعية ، قالوا لصديقي: نستورد النفط من الكويت ثم نعيد تصديره زيوتا ومواد أخرى ، ونبيعه لهم أغلى مما نستورده،.
سؤال ألح علي فيما كان صديقي المنبهر يحدثني عن تلك المعجزة الآسيوية (البوذية،) ما السر؟ قال لي أنه سأل نفس السؤال ، فقيل له ، أن هناك أسبابا عدة لتحقيق المعجزة ، من أهمها إرادة الشعب وتصميمه ، والاستثمار الأفضل للموارد البشرية،.
التجربة الكورية تجربة فذة تستحق الدراسة ، وقد سررت كثيرا لأن لدينا اهتماما خاصا بهذه التجربة ، حيث يزورها كثير من الوفود الأردنية للإطلاع عليها والاستفادة منها.
كم تمنيت أن فيلم عادل إمام الشهير (التجربة الدنماركية) كان عن التجربة الكورية،
الدستور