قبل سنوات ومن دون خلق الله صار المجتمع الاردني الهدف الاول لحملة عالمية حول جرائم الشرف, ولم تكن هذه الجرائم ظاهرة خاصة في الاردن ولم تكن معدلاتها اسوأ من غيرها بل ان بلدانا مثل الولايات المتحدة كانت قريبة جدا من المعدلات في العالم الثالث..
في هذه الظروف خرجت علينا فتاة اردنية كركية باسم مستعار هو نورما خوري وصدرت رواية مفبركة تحت عنوان (جريمة شرف) ما لبث ان تلقفتها دور نشر امريكية واسترالية واسرائيلية وحولتها الى معركة ضد الثقافة العربية في توقيت خطير للغاية تلازم مع مشاريع الشرق اوسطية وخطابات الوصاية الامريكية والرأسمالية على الشرق العربي وخاصة بعد العدوان الامريكي على العراق ثم افغانستان.
وقد اعقبت هذه الرواية سلسلة من الافلام والحملات العنصرية المماثلة التي تذكرنا بخطاب التمدين المزعوم الذي رافق الحملات الاستعمارية للسيطرة على الشرق وموارده واسواقه.
ولان حبل الكذب قصير, كما يقال جاء الرد على نورما خوري من برنامج تلفزيوني امريكي اعادت فضائية M.B.C بثه كاملا اكثر من مرة ابتداء من الثاني من تموز الماضي. ولمن فاته هذا البرنامج فابرز ما جاء فيه:-
1- رأي خبراء امريكيين في علم النفس اجهزة فحص الكذب بان السيدة الاردنية محتالة وكذابة وشيطانية.
2- ان السيدة المذكورة تخضع لتحقيق من البوليس الفدرالي الامريكي وشرطة شيكاغو بتهمة الاحتيال على جارتها الامريكية العجوز بنصف مليون دولار, انفقت قسما منها لاجراء عملية لتكبير الصدر حسب البرنامج.
3- ادعاء السيدة المذكورة انها ضحية انحراف جنسي مبكر في وسطها العائلي وقد نفى مقرب منها هذا الادعاء.
اخيرا, اين هو الاعلام الدولي والعربي والاوساط الليبرالية التي روجت لكتاب نورما خوري, ولماذا صمتوا جميعا ولم يعلقوا على البرنامج المذكور, وهو ليس برنامجا اسلاميا او ذكوريا بل من قلب الاعلام الامريكي نفسه.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم