لن نستنطيع الخروج من الحالة الاجتماعية الصعبة التي نمر فيها جميعا , الا بتحريك عجلة الاقتصاد ومساعدة الناس على تأمين لقمة عيشهم , التي اصبحت صعبة المنال في هذه الأيام .
طالما تحدثنا مرارا وتكرارا ان لقمة الخبز والعيش الكريم قبل السياسة . فلا ديمقراطية او مشاركة سياسية . في ظل بطون خاوية . وحالة اجتماعية تتشابك معها اوضاع سلوكية غاية في الصعوبة والتعقيد وما ينتج عنها من احتقانات ونوبات غضب نخشى ان تنفجر خارج الصدور والانفس .
اوضاع وصلت نهايتها . ولم تعد تتجاوب مع إبر التخدير بعد ان كونت اجسامنا مناعة منها واصبحت ترفضها بشدة . كما ان الوعود والاسترتيجيات لم يعد لها مكان مع الجوع والفقر .
فكل شيء من حولنا يشكو وجميع القطاعات تنزف . وشحنات الصبر استنفذت وسنوات الانتظار انقضت ونحن ننتظر غد اجمل وافضل لكنه لم يأت حتى أصبح الواحد منا كالقابض على جمر . عين على الوطن واخرى على الشارع .
ولضمان صيف امن لا بد من اجراءات سريعة تتسع معها صدور الناس للصبر قليلا . ونحيي معها الامل في نفوسهم لحين تنفيذ الخطط والاستراتيجيات الموعودة . او يحدث الله أمرا يساعد الناس .
وعلينا ان ندرك ان اي خطة او مشروع إصلاحي مهما بلغت اهميته وكانت مكانته , لا يمكن له النجاح او التقدم او ان يرى النور على اوضاع اجتماعية متضاربة غير مستقرة . لان المجتمع هو الاساس والهدف لاي مشروع او منظومة . فلا بد ان يكون مهيئا لقبولها والتفاعل معها بعقول صافية واوضاع نفسية مريحة .
وهذه الحالة لا تنتج إلا في حالة الأمان والإطمئنان والمقصود هنا الأمان الأسري والإطمئنان العائلي من خلال العيش الكريم والقدرة على توفير لقمة الخبز وعدم الخوف من الغد .
لأن الشعور بالأمان يولد القوة والثقة في الدولة ويدفع صاحبها الى الإلتفاف حولها والدفاع عنها والتمسك بها لان لديه ما يخشى عليه ويخاف فقدانه او ضياعه . وتسهم في صفاء العقول وتساعد على التفكير وعدم الإنجرار خلف الإشاعات أو قبول أفكار وطروحات لا يمكن التعامل معها او القبول فيها في الظروف العادية.
(الدستور)