وانا اتابع ردود الفعل على " الغزو " الروسي لـ " أوكرانيا "، تذكّرتُ ما قاله جون فوستر دلاس ( وزير خارجية امريكا في أواخر الأربعينيات والخمسينيات " خلال محادثاته مع الوفد " السوفيتي " آنذاك، عندما كان زعماء الشيوعية يحكمون الاتحاد السوفيتي، ويصفون الغرب وأمريكا تحديدا بالدول " الإمبريالية " / اي الاستعمارية.
وسبحان مغيّر الاحوال..
بعد أن كانت القوى " الثورية " في العالم تصف " روسيا " بصديقة الشعوب الساعية للتحرر من " الاستبداد " و " الإمبريالية "، وتكرر " مفرداتها السياسية ، أصبح أغلب الناس في العالم ينظر إلى روسيا باعتبارها " دولة امبريالية استعمارية " تغزو أوكرانيا كي تخضعها لسيطرتها ضمن أحلام الرئيس " بوتن " بإعادة الهيبة ل " الدبّ الروسي ".
انا ذهبتُ إلى أوكرانيا قبل بضع سنوات ، ولاحظتُ حب الشعب الأوكراني للحرية بعيدا عن " الشيوعية وروسيا ".حتى أنني تعرضتُ ا
للانتقاد وربما الشتم باللغة الأوكرانية التي لم أفهمها، عندما اشتريتُ " بروشّ / دبّوش، من " سوق الخردة يبيع مخلّفات الزمن الماضي، عليه صورة زعيم الشيوعية ( لينين ) ووضعتها على ياقة سترتي " ..
ولسان حالهم يقول " يعني ما صدقنا نخلص من الشيوعية، جاي تذكّرنا فيها ؟
امس ، وانا اتابع نشرات الأخبار، ضحكتُ وانا اسمع جُملة " قوات الاحتلال الروسية ".
مرة ثانية ، قلت : سبحان مغيّر الاحوال..
كتاب جون فوستر دلاس بعنوان " حرب ام سلام " ويتحدث عن مرحلة " الحرب الباردة "... بين امريكا وما كان يُعرف الاتحاد السوفيتي..
والإعلام الغربي بزعامة امريكا ، قلب المصطلحات واستثمر " الغزو " الروسي لاوكرانيا ، ليؤكد للعالَم ان " الإمبريالية " أصبحت.. روسية وليست أمريكية.
والواقع يؤكد ذلك.
هل هي " الحرب الباردة .. جدّا " ؟
ممكن...!!