أصول (الكيل بالصاع) سياسياً
احمد ابوخليل
09-08-2010 04:13 AM
باستثناء الإسلاميين, لا يُطرح السؤال بشكل جدي عن موقف باقي أحزاب المعارضة والموالاة من الانتخابات النيابية المقبلة, كل النقاشات والتعليقات والتحليلات ذات القيمة تقتصر على الإسلاميين. بالطبع هناك بعض الأحزاب القوية نسبياً التي أعلنت المشاركة لكن التعامل يجري معها على طريقة ما يجري مع محتويات الجيبة الصغيرة.
المشكلة الكبرى على هذا الصعيد هي عند حلفاء الإسلاميين من أحزاب المعارضة, فالإسلاميون لم يختاروا التنسيق في موضوع الانتخابات. هكذا جرت العادة في المسائل الكبيرة, إذ يقتصر التنسيق على الأمور التي يضطر فيها الإسلاميون إلى المجاملة أحياناً أو في القضايا التي يرغبون بتوزيع مسؤوليتها على الجميع.
بالطبع من حق الإسلاميين أن يعيشوا مظاهر الشعور بقوتهم, لكن هذا الوضع خلق مفارقة ظريفة في العمل السياسي في البلد, فوفق العلاقة الحالية بين الإسلاميين وباقي أحزاب المعارضة, تمر الأخيرة بمواقف تظهر فيها قوية وذلك عندما يكون العمل مشتركاً أي بوجود الإسلاميين, ثم تليها لحظات من الظهور الضعيف عندما يغيب الإسلاميون. في بعض اللحظات يبدو المشهد مثيراً, إذ يحصل أن يتولى أمين عام حزب معارض صغير الحديث أو التصريح باسم المعارضة لمدة ثلاثة شهور, وتنقل تصريحاته الصحف والفضائيات, وذلك عندما "يأتي دوره" في النطق باسم لجنة التنسيق, ثم يتحول في اليوم التالي إلى شخص عادي لا يلتفت أحد إلى كلامه.
يبدو أن تقنيات الكيل بالصاع سياسياً تحتاج لبعض التعديل, وذلك سواء داخل الأحزاب ذاتها أو فيما بينها من جهة والحكومة من جهة أخرى.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم