الطيبة مكافأة السماء للأنقياء
د.أسمهان ماجد الطاهر
04-03-2022 06:19 PM
نحن بحاجة إلى كلمات صادقة تغير مجرى الحياة، وتجعلنا ننظر إلى الحياة برقة، وقوة، وشغف وإيجابية.
عادة ما تعتمد فرحتنا وسعادتنا في الحياة على التفكير في الأشخاص والأشياء من حولنا. بغض النظر عن ما مررنا به.
عندما يفكر معظم الناس في تغيير حياتهم، فإنهم غالبًا ما يركزون على كل الأشياء الخارجية، مثل وظيفة جديدة أو موقع جديد أو أصدقاء جدد أو احتمالات رومانسية جديدة وما إلى ذلك.
لكن الحقيقة هي أن تغيير حياتك يبدأ بتغيير الطريقة التي ترى بها الأشياء من حولك.
كم نحن بحاجة إلى إجراء تغييرات إيجابية في حياتنا من خلال إدراك عميق بأن الشخص الوحيد الذي يؤثر على سعادتنا هو نحن.
هل نحن جاهزين للتغيير؟
في أحلك اللحظات عندما يشعر القلب بالانكسار، يتجه إلى الاعتزال، قد تكون الوحدة بلسمًا شافي، فهي تساعدك على ترتيب الحقائق وتعيد بناء ما تهدم من جدار الروح، وقد تعيد شغفك للحياة، حتى تستمر في النهوض ومواجهة كل يوم.
العزلة تعيد للروح والعقل الحكمة المتناسقة مع تغييرات الظروف والحياة والواقع، وقد تعيد لنا الفطنة والنقاء بعيدا، عن الإحكام والتبريرات القاسية، وهي ما يجعلنا نجدد الإيمان بوجود الخير في البشر. لنستمر في النهوض ومواجهة كل يوم، بشعور أفضل.
العزلة تجعلنا نؤمن بأن الفرصة الثانية والثالثة هي ما قد تضمن لنا أن نعيش حياة ذات قيمة، وقد تحفزنا للاستمرار بالمحاولة لخلق تغيير إيجابي مهما كان ضئيل، بشكل يساعدنا أو يساعد غيرنا في التغلب على المآسي، وعلي مواجهة اللحظات المليئة بالألم.
العزلة تعيد للقلب إحساسه الصافي من غير سوء، تجدد المحبة والشغف الفطري الإنساني.
في الحياة أن تعمل عمل واحد غير أناني ومليء بالحب والأمل هو ما سيقلب الكون كليا.
الاعتزال يعيد للنفس الطيبة التي تعد مكافأة السماء إلى الأنقياء، وهي ما تخلق بداخلك توازن روحي يلهمك إلى أن تثق بالأخر، ويجعلك تتصرف بعفوية، فتقبل البشر كما هم لا كما يجب أن يكونوا.
وهل أجمل من لين التعامل والطيبة! أنها تبقيك على قيد الحياة.
من لم يمتلك الحس الداخلي العميق لن يدرك معنى العزلة والتأمل في الكون ودوره بالتغيير الحقيقي الذي يعيد للنفس اتزانها وقدرتها علي تقيم العلاقات والأحداث، والبدء بالعمل بروح عاشق للحياة وبقلب طفلًا بريء، وبعقل الحكيم الذي يدرك معنى التفاصيل الصغيرة في الحياة وتأثيرها على من حولنا. هو فن إتقان الحياة بروح الواثقين.
كل منا بحاجة لأن يبعد أحيانا نحو عالم يخصه وحده بعيدا عن صراعات الحياة ليكتشف معنى، ونكهة مختلفة للحياة، مما يعطي الروح القوة التي تحتاجها للمضي قدما إلى الأمام، ويجعل النفس تفهم معنى التعامل مع الكون بلين جانب.
فإذا وجدت معاملة لينه هينة من أحدهم فأعلم أنه قوي. القساة هم الضعفاء.
تتحداك الحياة، جَسَدِيًّا وَعَقْلِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا، لذلك أنت تحتاج لتعيد شحن قوتك وهدوء أعصابك لتتحمل الشدائد التي ستواجهها شئت أم أبيت.
عليك أن تستمر في في العيش بروح ملهمة، ومحفزة لنفسك وللآخرين.
وأعظم وأجمل تحدي في هذه الحياة، كلمة طيبة تملأ الدقيقة التي لا ترحم بمحبة صادقة تصل خلال ستين ثانية.