الحسن بن طلال: مطلوب تطبيق دستور إنساني عالمي
يوسف عبدالله محمود
04-03-2022 10:50 AM
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
سمو الامير الحسن بن طلال صاحب مقولة "عصرنا علم اكبر وحكمة اقل" هو بحق من كبار حكماء هذا العصر يقرأ "النزاعات الاقليمية" التي يشهدها عصرنا قراءة مستبصرة. يدين هذه النزاعات حين "تحل الانتهازية قصيرة النظر محل السياسة البصيرة".
وفي رأيه ان "البعد الانساني" غائب تماماً عن عالمنا اليوم. القادة الكبار لا يفكرون في مصير البشرية. عالمنا اليوم مرزوء بِ"العنف".
في كتاباته يطالب الحسن بن طلال بدستور إنساني، يوفر اذا ما أُحسن تطبيقه "سياسة انسانية" تجنب البشرية اهوال الحروب.
بمفردات جريئة تدل على حكمة هذا الامير يقول: "ان الجانب الاكثر ازعاجاً وفجيعة في الحرب المعاصرة، هو الغياب المتزايد لاحترام الأعراف الانسانية. إن من يدفع الثمن الاعلى في الحياة والممتلكات هم المدنيون البريئون. ان استعمال السلاح النووي او حتى غير النووي من اسلحة الدمار الشامل إنما هو عملياً الغاء لكامل نظام القانون الانساني". (الحسن بن طلال: الاعمال الفكرية، المجلد الاول ص 637، دار ورد الاردنية للنشر، عمان)
خُذ ما يحدث اليوم في "اوكرانيا". صراع تؤججه المصالح المتضاربة، أمريكا والغرب يريدون هذا البلد اشبه بقاعدة امريكية تُناصب روسيا العداء. لا تريد "الحياد" بل الانضمام الى الحلف الاطلسي، وهذا يعني تهديداً لروسيا إن آجلاً ام عاجلاً.
أمريكا تريد ان يكون العالم تحت عباءتها، هي التي تقرر شنّ الحروب دون التفات الى المنابر الدولية كما فعلت في العراق وفي افغانستان.
وهنا اقتبس ما ذكره المفكر الراحل د. صادق العظم وهي يصف الواقع العربي البائس، يقول: "لم يقع الوطن العربي في تاريخه الحديث فريسة سهلة للنهب الامبريالي والهيمنة الخارجية والتلاعب الايديولوجي أكثر مما هو حادث اليوم، مع العلم بأن ذلك يجري كله تحت شعارات حماية استقلال المنطقة العربية والدفاع عن انفتاحها واستقرارها". (د. صادق العظم "ذهنية التحريم" ص 109)
أعود الى مفردات الأمير الحسن بن طلال: "عصرنا علم أكبر وحكمة أقل"، فأقول إن عالماً "علمه أكبر من حكمته، لن يؤدي الى خير البشرية".
وفي تحذيره من توقعات ما قد تشهده منطقة الشرق الاوسط من أحداث مفجعة اذا ما غاب التعقل عن القادة يقول "لا اريد ان أكون نبيّ الهلاك بل أوثر التبشير بالأمل والتفاؤل". (الحسن بن طلال: الاعمال الفكرية ص 638)
بدوري اختم وأقول: إن "التعقل" قد غاب عن كثير من قادة الشرق الاوسط، فكأن عطر منشم قد دق بينهم.