الحياة ستعلمك دون أن تتحدث إليك!
م.شهد القاضي
04-03-2022 01:08 AM
" تبدين في غاية الروعة و الجمال، لا تتردي حبيبتي في فتح الهدية التي أرسلتها لك بهذه المناسبة الجميلة "... ما لبثت أن أغلقت الهاتف، و سارعت و اللهفة تملأ قلبها لتفتح الهدية، حتى كانت الصدمة تلك التي كانت بمثابة المنعطف الحاد في حياة مرح.
مرح فتاة يافعة قلبها ينبض بالفرح و حب الحياة... لكن الحياة لم تتواءم معها، فقررت أن تعطيها درساً في غاية القسوة و الخذلان دون أن تتحدث إليها أو تنطق بكلمة.
تزوجت مرح في السادسة عشر ربيعاً، زواجاً تقليدياً.. و استقرت في بيتها الجديد مع زوجها الذي لم يكن سيئاً معها، و بدأت في إكمال دراستها الثانوية.. و بعد عام من زواجها، أنجبت طفلها الأول، و كان مصدر البهجة و السرور في البيت.. فقد كان يشغل جُلَّ وقت الزوجين و اهتمامهما... و بعد أربعة أعوام، أنجبت مرح طفلتها الثانية، لكن عندها لم يكن زوجها بجانبها في ولادتها الثانية، إذ كان قد سافر للعمل في الخارج قبل ولادتها؛ من أجل تحسين أحوالهم المعيشية، نظراً لتزايد الأعباء المادية.. إذ إضافة لذلك كانت مرح تكمل دراستها الجامعية.
في الثانية والعشرين من عمرها.. وفي يوم الحب تحديداً.. هاتفها زوجها الذي يعيش في الغربة، طالباً منها أن تلبس أجمل ما عندها.. و تخرج في نزهة جميلة.. و تلتقط الصور الجميلة لها و لأطفالها.. لترسلها له لعلها تواسيه في غربته... ما هي إلا ساعات من إرسالها للصور.. و إذ بجرس الباب يرن.. لتتفاجأ بساعي البريد يحمل طرداً لها.. و بعد دقائق قليلة.. رن هاتفها.. و إذ به زوجها يبدي إعجابه بالصور، و يطلب منها أيضاً أن تفتح هديته التي أرسلها لها عبر البريد.. فذهبت باندفاع كبير اتجاهها لتفتح الصندوق الأبيض المليء بالورد الجوري الأحمر المخملي.. الغريب في الأمر، أن الصندوق لم يكن فيه سوى ظرف يحتوي على رسالة.. فتحت الرسالة لتقرأها.. لكن سرعان ما سقطت على الأرض مغمىً عليها من هول الصدمة.. فلم تكن تتوقع أن زوجها قد أرسل لها ورقة الطلاق..
وهذا كان الدرس الأول في القسوة الذي قدمته الحياة لها مكللاً بالورد الأحمر.
يتبع الجزء الثاني..
Shahed.Alqady@gmail.com