facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة إعتذار لكل الأسرى الفلسطينيون


راسم عبيدات / القدس
11-01-2007 02:00 AM

بقلم: راسم عبيدات

رفاقي وإخوتي الأسرى ، أبو المجد ، شادي ، الشمبر ، هيثم ، أبو الليث ، أبو سامر ، أبو
علم ، ياسين ، أبو الحكم ، أبو الناجي ، آل أبو حميد ، أبو حذيفة ، أبو شادي ، توفيق ،
بلال ، سامر ، نائل وكل جموع الأسرى ، وصلتني رسائلكم ، هذه الرسائل التي حملت أسمى
وأصدق المشاعر ، والكثير ، الكثير من المعاني والإستفسارات ، والخوف من المستقبل ،
وعبارات السخط والإدانة والإستنكار الشديد ، لما يحدث بين أخوة ورفاق السلاح والنضال
والكفاح والمعاناة من إحتراب وإقتتال ، قد يطيح بكل المنجزات والمكتسبات التي حققها
شعبنا الفلسطيني ، على مدار سنوات نضاله وكفاحه الطويل ، هذه الرسائل أشعر رغم إمتهاني
للكتابة ، منذ أكثر من ربع قرن ، أنني عاجز عن الرد عليها ، وبماذا أرد وأكتب لكم ؟ هل
أرسل لكم رسائل تزيد من معاني الإحباط واليأس ؟ أم أرسل لكم رسائل مليئة بعبارات الدجل
والنفاق الإجتماعي ؟ أم رسائل تجمل وتزين الواقع المحزن والمبكي ؟ أم رسائل تبث شعور
كاذب بالأمل والمستقبل الواعد ؟ ، هل أقول لكم أنكم ورقة للمساومة والمزايدة ، وإثارة
المشاعر والعواطف ؟ ، وأن الكل يتغنى بكم ويتباكى عليكم ، ولا يفعل إلا القليل ، القليل
من أجلكم ؟ ، وهل أحدثكم عن أكاذيب وشعارات ممجوجة ومكرره ، يرددها الكثير من قادتنا
السياسين ، ومن مختلف ألوان الطيف السياسي ، بأن مصلحة الوطن فوق كل الإعتبارات ، والدم
الفلسطيني خط أحمر ، وشعبنا الفلسطيني محصن ضد " فيروس " الحروب الأهلية والإقتتال
الداخلي ، ولكن ما يجري على الأرض ، يفضح زيف كل الإدعاءات والشعارات ، حيث الإشتباكات
وعمليات الإختطاف والإختطاف المضاد ، والتحريض والقدح والتشهير وعبارات التخوين ،
والإقتحامات التي طالت حتى المشافي ، متجاوزة بذلك كل الخطوط الحمراء والسفراء ، وطبعاً
كل ذلك يجري وينفذ باسم الوطن والشعب الفلسطيني ومصالحه العليا ، والصحيح هو باسم
الفئوية المقيته ، والمصالح والإمتيازات والأجندات والصراع على وهم السلطة ، والجرح
يزداد تعمقا وإتساعاً كل يوم ، والفلتان بكل أشكاله وألوانه وأنواعه ، يمتد على كل
مساحات الوطن ، ويطال كل شيء ، لا حدود ولا قواعد ولا محرمات ، ورأس الهرم السياسي
الفلسطيني ، الرئاسة والحكومة والأجهزة الأمنية ، طرف أساسي فيه ، وهم من يتحملون
المسؤولية المباشرة بالأساس ، ولكن في بلد لا سيادة فيه ولا قانون ولا محاسبة أو مساءلة
، الكل يخلي مسؤوليته ويتهرب منها ، ويلقي بها على الطرف الآخر ، أو على قوى خارجية ،
أما هو فصفحته بيضاء ككرة الثلج ، والعجيب الغريب ، أن الجميع متفقون ، بأنه لا حل
للأزمة إلا بحكومة وحدة وطنيه ، برنامجها السياسي ، يقوم بالأساس على وثيقة الوفاق
الوطني - وثيقة الأسرى - ، وإتفاق القاهرة ، آذار/ 2005 ، ولكن حتى اللحظة ، حكومة
الوحدة الوطنية لم ترى النور ، لماذا ؟ ، والجواب بإختصار هو ، أنه إذا كان البرنامج
السياسي ليس هو المشكلة ، أو الضغوط والإملاءات الخارجية ، فهذا يعني ، أن المشكلة ،
تكمن في المحاصصه ، والصراع على الكراسي والمناصب والمصالح والإمتيازات ، وما يسمى
بالوزرات السيادية ، والتي طبعاً ، كل من يشغلها بحاجه الى تصريح إسرائيلي للحركة أو
المرور ، وبالتالي يصبح المطلوب ، التنازل قليلاً ، ومن الطرفين ( حماس وفتح ) ، عن
الفئوية والعنجهية في سبيل المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ، التي يجري التغني
بها ليل نهار ، فالمعركة والإقتتال الداخلي الخاسر الوحيد فيهما ، هو المشروع الوطني ،
والرابح الوحيد ، هو أعداء الشعب الفلسطيني مجتمعين .

إخوتي ورفاقي الأسرى ، أدرك في هذا العيد ، كم كان شعوركم بالذل والمهانة ، وفي نفس
الوقت بالفخر والإعتزاز ، الذل والمهانه لأنه بإعدام الشهيد صدام حسين ، لا قيمة
للإنسان العربي ، ولا إحترام لأية مشاعر أو شعور ديني ، أخلاقي ، أو حتى إنساني ، أو
لأشهر حرم ، أو يوم عيد ، وهذا يعكس حالة الذل والهوان والإنكسار ، التي وصلتها الحالة
العربية ، بفعل قياداتها الرسمية المخصية سياسياً وعسكرياً ، والمعارضة العاجزة
والمأزومة حزبياً وجماهيرياً ، وشعور بالفخر والإعتزاز ، حيث أقدمت أدوات حاقدة ومجرمه
على إعدام الشهيد الرئيس صدام حسين ، إتفقنا أو إختلفنا معه ، فقد أثبت أنه ، ليس كبير
في حياته ، بل في مماته ، حيث واجه جلاديه القتلة المجرمين ، بشجاعة غير مسبوقة ،
إستحقت شهادة أعدائه قبل أصدقائه ، حيث قال القادة الإسرائيليون ، مهما قيل عن صدام ،
فقد ذهب الى الموت بكبرياء ، وقال عنه النائب العمالي البريطاني السابق " جورج غالوي "
، أنه العين المبصرة في غابة عربية عمياء ، أما الردود العربية الرسمية ، على جريمة
الإعدام ، فهي أكثر من مخزيه ، وفي أغلبها لم تخرج عن إطار الإدانة والإستنكار ، ليس
لجريمة الإعدام بحد ذاتها ، بل لتوقيتها ، أما نحن الفلسطينيون فكان يجب أن يكون صوتنا
وموقفنا أوضح ، فالرجل لم يخذلنا حتى في أشد وأحلك المواقف ، ففي ذروة حصار بلاده ، كان
يقدم لنا الدعم والإسناد ، والرجل كان قومياً وعروبياً من الدرجة الأولى ، ووقف إلى
جانب كل القضايا العربية ، والإعدام لم يستهدف صدام لشخصه ، بل إستهدف إعدام نهج بأكمله
، النهج العروبي والقومي ، لصالح القطريات والأثنيات والطوائف والقبائل ، كما إستهدف
توجيه رسائل لكل قوى الممانعة والمعارضة العربية ، بأن الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي ،
يعني مصير صدام ، وأنا لست بصدد تعداد الرسائل السياسية التي أرادت أمريكيا توجيها
بجريمة إغتيال الشهيد صدام حسين فصحيح أن رحيل صدام ضربة قاسية وخسارة فاضحة ، إلا أن
الفكر القومي والعروبي ، لا بد له أن ينتصر ويعيد الإعتبار لهذه الأمة رغم شدة وشراسة
الهجمة ، وأنتم إخوتي ورفاقي صمام الأمان لهذا الشعب ، وأنتم صناع مجده ، وعلى مذبح
نضالاتكم ومعانياتكم تحققت إنجازات ومكتسبات هذا الشعب ، وأنتم العنوان الأبرز لمخاطبة
كل قادة شعبنا الفلسطيني ، والطلب منهم أن يوقفوا العبث بالمشروع الوطني ، وأن يحتكموا
إلى لغة الحوار ، وأن يغلبوا المصالح العليا للشعب الفلسطيني على مصالحهم الفئوية ، وأن
يحترموا إرادتكم وإرادة شعبنا الفلسطيني فعلاً لا قولاً ، ويعملوا على إقامة حكومة وحدة
وطنية ، تستند بالأساس ، لوثيقة الأسرى ، التي طالما تغنى بها الجميع ، وليكن إخوتي
ورفاقي الأسرى صوتكم عالياً ، ولتضاعفوا من دوركم ومشاركتكم في القرار السياسي
الفلسطيني ، فالمجتمع الفلسطيني ، ليس على أبواب حرب أهلية ، بل هو في هذه المرحلة ،
بحاجة إلى صوت العقلاء والشرفاء من هذا الشعب ، من أجل الضغط وبكل الوسائل المشروعة على
كل من يحاول صب الزيت على النار وتغذية نار الفتنة والإقتتال الداخلي ، فأنتم ناضلتم
وقدمتم التضحيات وتحملتم المعانيات ليس في سبيل مصلحة أبو فلان أو أبو علان ، بل في
سبيل الوطن ، الوطن الحر الذي تسوده المحبة والتسامح والديمقراطية والتعددية والقانون
والمساءلة والمحاسبة وغيرها من القيم والمعاني الإنسانية ، أعتذر لكم كل إخوتي ورفاقي
الأسرى لأنني أثقلت عليكم ، ولكن لا بأس فأنتم النبراس والهادي لهذا الشعب ، الذي يسير
بهديكم وعلى نهجكم من أجل تحقيق أهدافه وأمانيه ، والبوصلة التي لن تضل طريقها أبداً
shadyrasem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :