عندما تتكرر المشاهد، وتتكثف الصور لنكتشف اننا نعيد (حلقات من مسلسل حياتنا)، وليست هذه الاعادة والاستعادة سوى دوران في حلقة بلا نهاية..
حتى هذه الحروب هي تكرارات لحروب أخرى مشابهة، قد تختلف الوجوه والتوجهات والوجهات ولكن تتشابه الرؤى والغايات، الموت هو الموت ولا نصر هناك وانما صور تتقاطر وتتابع كأنه مشهد من فيلم وثائقي، تتعثر الخيول وتسقط، وتنقلب العربات والقطارات، وحديثا الطائرات والصواريخ..
مسلسل الموت ذاته بشخوص أخرى ومخرجين جدد، كل شيء على هذا الكوكب هو حالة تكرار عبثية تدفع المتابعين صوب الموت بحزن او صوب الجنون، الجنون ذلك اللامترابط واللامنتمي الذي تصور (أدعياء العقل والحكمة) انه يسكن في جهة أخرى، فكانت الأسفار والغزوات من كل الجهات الى الجهات الأخرى، ومن الأرض إلى القمر وكواكب أخرى، وربما مجرات أخرى، انه حقا موسم الهجرة إلى الجنوب، أي جنوب والى الجنون اي جنون..