البراءة من تحمل اوزار المسؤولية وعبئها الثقيل ومرارة نتائجها على الأوضاع السائدة وغسل الأيادي مما علق بها من اوحال المسؤولية وابراء الذات امر جلل يستوجب الوقوف طويلا ومراجعة الذات واخلائها من الذنوب.
لا يمكن للضمائر ان تبقى غائبة ومغيبة عن المشهد المتردي وآثاره الوخيمة على الوطن والتعامي عن حقيقة الحال وسوء المآل وأثرة الذات والافلات من تحمل المسـؤولية والقيام بالواجب دون كلل او ملل والاكتفاء بتصريحات هوائية وتبريرات غير مقبولة او وعود مشؤومة او طرح خيالي وغير منطقي والواقع يئن من جراحه وعثراته.
من المسؤول عن هذه المديونية الثقيلة التي تتفاقم يوما بعد يوم ومن المسؤول عن المشاريع الفاشلة ومن المسؤول عن البنية التحتية المهترئة واشباه الشوارع بما فيها من الويلات والحفر والمطبات والخراب والدمار ومن المسؤول عن هذا الفقر المدقع وهذه البطالة المؤلمة وارتفاع الأسعار وسوء الخدمات وترهل الجهاز الإداري وغياب المساءلة والرقابة وانكفاء الحال.
أين تقف التنمية واين يقف الإصلاح وما هو مفهومهما ومن المسؤول عنهما وهل هناك من يرعى الخدمات وما هو دوره واين منجزاته واين امنياته واين تصنف أقواله وما موقعها من أفعاله وقراراته.
هل هذا هو الحال المرضى والواقع المجدي ام ان هناك خفايا ومخبوءات ومغيبات في غيابة الجب وثنايا الريح وفي قلب الرمال.
ماذا يصنع من لا حيلة له الا ان يكون متفرجا على هذا المشهد بمنغصاته ووجعه وهل يستطيع أن يغمض عينيه ويصم أذنيه على طول الزمن.