بمجرد أن يفتح أحدنا " من سكان الحارة في منطقة " الجبيهة " ، نوافذ بيته في الصباح الباكر، حتى يشعر برائحة " البخّور " تملأ أنفه، ليدرك على الفور ان جارتنا الحاجّة " ام سعيد " قد وصلت من دولة " الإمارات ".
قبلها ..
تكون " ام سعيد " قد اعدّت " برنامج الزيارات " إليها.
وتمنح جاراتها الاردنيات اوقاتاً للقائها ، اما بشكل " فردي " أو كل سيدتين معاً.باستثناء بعض الحالات " الاستثنائية " .. فيمكن أن يتغير " البرنامج " تبعا للظروف الخاصة بالسيدة ام سعيد.
وبحُكم خبرتها بالجارات ، فانّ " ام سعيد " باتت تعرف مَن منهنّ تُطيل الجلوس معها لفترة أطول من غيرها.
ومَن التي تتحدث وتثرثر أكثر من سواها في العديد من المواضيع.
استغرب انا .. قُدرة " ام سعيد " على توزيع " محبتها " على الجميع دون ان يتحسس احد من الاخر من الجيران ، واعني حتى الجيران " الذكور " مثل " حُرّاس العمارات " المجاورة الذين يحظون عادة بمودة وهدايا هذه السيدة الامارتية الكريمة.
قابلتُها مرتين خلال السنوات الماضية بحضور " رضا " حارس العمارة.. وشعرتُ أنني أمام سيدة انيقة و تفهم في كل المواضيع ولديها ذاكرة جيدة ..رغم أنها تحضر في زيارات قصيرة إلى الاردن مرة او مرتين في السنة.
اجمل ما في " بيت ام سعيد " انه يجمع الجارات اللواتي لا تسمح ظروفهن اليومية باللقاء.. لكنهن يلتقين عندما تأتي " الحاجة أم سعيد" .. فتبدو الأخيرة " جامعة مشتركة للفرح " للجارات على اختلاف امزجتهم وطباعهن.
شكراً " ام سعيد " على نقاء طبعك ومحبتك لنا جميعا.