أجرى العلماء بحوثا عن معدل ما يأكله الإنسان العادي طول حياته، فوجدوا أنه يزدرد 20 طناً من الخبز وحمولة سيارتي شحن كبيرتين من البطاطا، وما يساوي حجم أربعين بقرة من اللحوم. وأربعة آلاف كلغ من السكر، وألف كلغ من الملح.وما إلى ذلك من أطنان وأمتار ودونمات.
بالطبع فإن هذا هو المعدل العام الذي يجمع الفقراء بالأثرياء، وعلى أرض الواقع هناك الملايين من البشر من يزدرد أضعاف هذه الكميات، إضافة إلى أنواع أخرى من أصناف طعام وشراب لم تصل مسمياتها بعد الى قواميس اللغة، وهناك مليارات الفقراء لن يحلموا بأكثر من عشر هذه الكمية طوال حياتهم البائسة.
تخيلوا لو أردنا تقدير حجم ما ازدرده أحد الأثرياء، نتخيل أولا (120) دونما من الكنافة وغيرها من الحلويات الممدودة في السدور، ناهيك عن 78كلمترا مربعا من أصابع زينب، وحمولة سفينتين من الزلابيا وأربع بوارج من المطازيز، وبحيرة كاملة من الشوكولاتة. أما في مجال اللحوم والشحوم والرز ، فلن تحمل هذه الكميات سفينة نوح بقضها وقضيضها، وسوف تغرق في الرمال، قبل أن تغرق في المياه، خلال عمليات التحميل.
العدالة الإجتماعية والإنسانية معدومة في هذا المجال ، وهي- اقصد العدالة- مجرد نظرية أو نظريات تحدثت عنها الأديان السماوية وغير السماوية ، فيما استغلت النظرية الشيوعية هذه الفجوة بين الأغنياء والفقراء، لتضع فيها مولودها البكر ..الماركسية .
بالطبع هناك إيجابيات كبيرة جدا ومثمرة جدا، إذا ما تم توزيع الثروات بعدالة، لكن هذا الأمر لن يستمر طويلا، وخلال أقل من 5 سنوات سيعود الفقراء أكثر فقرا والأغنياء أكثر ثراء، ويعود التفاوت في حجم الطعام والشراب المستهلك – كمّا ونوعا-إلى ما كان عليه قبل عملية التوزيع، وربما أكثر. لأن معظم الفقراء سينفقون المال على إشباع نهمهم للطعام، فيما سيقوم الأغنياء (سابقا) بالتوفير وفتح مشاريع صغيرة تتحول خلال السنوات إلى مشاريع احتكارية كبرى ، كما كانت.
و تيتي تيتي ..مثل ما رحتي مثل ما جيتي
الدستور