إن لم تجعلنا هذه الأزمة العالمية التي تضع البشرية بأكملها على شفير حرب فلا فائدة من وجودنا..
الطاقة اليوم هي لغة العصر, فمن يمتلكها يمتلك القوة و بعض من السلطة, والبلدان التي تعتمد على ذاتها لن يُتحكّم بها بسهولة, ومع ارتفاع فاتورة الأردن من الطاقة بنسبة 45% يجب أن نُفكّر بطريقة جديدة ومُجدية في كيفية خفض هذه الفاتورة بعيداً عن متاهات اللِجان و المنصّات و رفع الأسعار ...
بدايةً يجب أن نُفكّر في صنع بيوت أو مساكن مُكتفية ذاتيّاً , كيف؟
من خلال تشجيع المواطنين على حفر الآبار لتجميع المياه وبنفس الوتيرة تركيب خلايا شمسية قادرة على توفير طاقة بديلة نظيفة بتكلفة أقل , أعلم بأنّ هذه الخطوات موجودة حالياً لكنّنا بحاجة لدعمها بشكل أكبر , فتركيب الخلايا الشمسية الذي كان يُكلّف المواطن 3 الآف دينار على سبيل المثال يجب أن تدعمه الحكومة بشكل كبير يتشجع من خلاله المواطنين على الالتحاق بهذا النظام و بذات النهج لمواد و آليات حفر الآبار , و من بعدها يُصبح قانوناً ملزماً على من يريد بناء بيت أو حتى مبنى سكنيّ من عدّة طوابق أن يطبّق هذا الثنائي النظيف ( بئر و خليّة ) .
حتى على مستوى الدولة لماذا لا تُستغل الصحاري الشاسعة إن كان الشرقية أو حتى الجنوبية لتوفير محصول طاقة متجدّدة نظيفة , لماذا أيضاً لا تنشىء آبار بشكل أوسع في إقليم الشمال ؟ أيُعقل أن تذهب كل مياه الأمطار التي تسقط على عجلون و جرش و التي تهطل بكميات كبيرة أن تكون نهايتها نحو البحر الميّت و من ثم نحو الكيان ؟
يجب أن نُعيد النظر في ظلّ الظروف الراهنة في طريقة تعاملنا مع ملف الطاقة , و الأردن يزخر بالطاقات الشبابية التي تستطيع بلورة خطة وطنية شاملة , تخفّف من خلالها الضغط المادي على المواطن و على الدولة بشكل عام و شامل , لكن إن بقينا قابعين في ذات الزاوية مُستهلكين لا محاولين لإيجاد طرق و أساليب جديدة للنهضة و الإرتقاء فمستقبل الأجيال القادمة سيكون ضبابياً .